الزراعة والبيئة.. من أولى الاهتمامات

SAM_5312
يقع موضوع الاهتمام بالزراعة والبيئة على رأس أولويات اتحاد بلديات غربي بعلبك، حيث تم توقيع عدة بروتوكولات تعاون مع مؤسسة جهاد البناء  الإنمائية من أجل تقديم خدمات للمزارعين ورعاة الماشية.
ومن أهم المشاريع التي أنتجها هذا البروتوكول موضوع تحصين المواشي التي تمتلك منها المنطقة عدداً كبيراً من رؤوس الماشية، حيث يتشارك الاتحاد والمؤسسة في تقديم اللقاحات والتحصين.
ومع وزارة الزراعة، كان هناك بروتوكول آخر أمّنت الوزارة للاتحاد على أساسه طبيباً بيطرياً يعنى بكل شيء له علاقة بالمواشي والحيوانات ومهندسة زراعية تعنى بموضوع التربة والزراعة.
كما تم إجراء عدة دورات تدريبية للمزارعين، منها موضوع الري في النقطة وغيرها من الدورات.
أيضاً شارك الاتحاد في أكثر من نشاط على المستوى البيئي الزراعي. وقد حصلت مشكلة في سهل بدنايل، سببها أحد التجار الذي قام برمي بعض “السواد” في الأرض، فنجم عن ذلك انبعاث روائح كريهة وحشرات، فقام الاتحاد برش الحقل بالتعاون مع وزارة الزراعة التي قدمت الأدوية، فيما قدم الاتحاد الجرارات الزراعية.
ومن الاهتمامات البيئية للاتحاد كان موضوع مياه اليمونة، فبعد الإشاعات التي تكاثرت، تبين واقعاً أن هناك تلوثاً في مياه اليمونة، فأجري تحاليل أكثر من مرة، وتبين وجود ارتفاع بنسبة الكوليفورم (الوحدات الجرثومية.
لدى الاتحاد مشروع يسعى لتنفيذه في المستقبل هو ترميم خط الصرف الصحي الموجود في اليمونة، الذي نفذته إحدى الشركات، ونتيجة عدم المراقبة من قبل الدولة تحديداً، كان هناك إهمال في التنفيذ.
لدى الاتحا عزم على تنفيذ هذا المشروع، وهناك وعد من جمعية العمل البلدي بالمساهمة، وقد يكون هناك مساعدة من جهة ما بالتعاون مع حزب الله لتنفيذهلأنه مكلف. وبعد الدراسة التي أجريت تبين أن تنفيذ خط جديد يكلف نحو ثلاثمئة مليون ليرة لبنانية، وهذا المشروع يتطلب تعاوناً كبيراً لتحقيقه.

مشاريع على مدى المنطقة

SAM_7208
لا يقف اتحاد بلديات غربي بعلبك عند حدود في سعيه لتقديم الخدمات وتأمين الاحتياجات في البلديات التي تقع ضمن نطاقه.
ومن ضمن المشاريع التي قام الاتحاد بتنفيذها، خدمةً لأهالي المنطقة، إنشاء قناة وجدار باطون مسلح في بلدة النبي رشادة، تعبيد جسر حزين، ترميم عين الدار في بدنايل، تأهيل الطريق في كفردان، إنشاء حوائط دعم في بدنايل ووادي التيم، إنشاء أرصفة في تمنين الفوقا، إنشاء جدران دعم في وادي أم علي، تعبيد طرقات في تمنين التحتا وحدث بعلبك وجبعا وشمسطار ومثلث الشحيمية بدنايل حوش الرافقة. كما تم إنشاء جدران دعم في بلدية جبعا، إعادة تعبيد الطرقات في بلدة حزين، تعبيد طريق البويشة في طاريا، إنشاء جدران دعم ومجاري للمياه في شمسطار، إنشاء خط صرف صحي في قصرنبا.
ومن المشاريع التي نفذها الاتحاد أيضاً إصلاح الخط الرئيسي الذي يغذي منطقة غرب بعلبك بالمياه، إذ تم توفير كل القطع اللازمة له على دفعتين في بلدتي فلاوه وبوداي. كما قام الاتحاد بترميم حسينية مصنع الزهرة، تأهيل طريق ظهر المغارة، دفع مصارفات لبئر بيت شاما الذي يغذي منطقة بيت شاما وحوش الرافقة، صيانة الطرقات في بلدة حوش سنيد، وإنشاء جدران دعم بلدية الحدث.
ومن الأمور التي نفذها الاتحاد في العام 2011 دراسة ورفع النقاط القانونية على الطريق العام الممتد من تمنين الفوقا وتمنين التحتا حتى كفردان، أي تحديد جوانب الطرقات. وقد تمت الاستفادة من المساحات الموجودة بجانب الطرقات كما تم تحديد التعديات.
كما أن هناك حركة الآليات ضمن نطاق البلديات، إذ أن لدى الاتحاد جرافة و”بوكلين” تقومان بعمل مستمر ضمن أدوار يتم الاتفاق عليها مع رؤساء البلديات، بحيث تقوم هاتان الآليتان بأعمال في إحدى البلدات يوماً، وتكون في اليوم التالي في بلدة أخرى وهكذا دواليك. ويجري الاتفاق على مصارفات هذه الآليات مع البلديات.
ومن ضمن نشاطات الاتحاد أيضاً هناك جرف الثلوج في فصل الشتاء، حيث تساهم آليات الاتحاج في جرف الثلج على الطرقات العامة حتى الطريق العام الذي يمتد من علي النهري وتمنين التحتا إلى بعلبك.

نشاطات ثقافية ورياضية:

SAM_8084

تكريم أمهات الشهداء

في خطوة وفاء لأمهات الشهداء، قام اتحاد بلديات غربي بعلبك، بمناسبة استشهاد السيدة الزهراء عليها السلام، بإحصاء أمهات الشهداء في نطاق الاتحاد كله، الشهداء على اختلاف انتماءاتهم، للجيش اللبناني وقوى الأمن ، لحزب الله، لحركة أمل، ولللقوى الوطنية كافة ، فبلغ عددهنّ حوالي 320  أماً. أقام الاتحاد لأمهات الشهداء احتفالاً تكريمياً بحضور النائب علي المقداد الذي ألقى كلمة في المناسبة تحدث فيها عن دور الأم في حياة أبنائها الأبطال الذين ضحوا من أجل الوطن.

نشاطات تكريمية

في إطار النشاطات التكريمية التي يقوم بها اتحاد بلديات غربي بعلبك كرّم الاتحاد صاحب جامعة “أل آي يو” معالي الوزير الأستاذ عبد الرحيم مراد، نتيجة نظراً إلى قيامه بافتتاح فرع للجامعة في نطاق الاتحاد (بلدة تمنين التحتا) ما يمكن اعتباره عملاً تنموياً هاماً وفّر على الطلاب قطع المسافات الطويلة لمتابعة دراساتهم.
كما قام الاتحاد  بتكريم بتكريم السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي والإعلامي غسان بن جدو، لدى زيارتهم مدارس المهدي في شمسطار وتم تقديم درع لكل منهما.

ماراثون رياضي
في مناسبة عيدالانتصار والتحرير في عام 2012 أقام اتحاد بلديات غربي بعلبك ماراثوناً رياضياً  للفئات الشبابية، بمشاركة أكثر من 320 طالباً. رعى الماراثون وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن الذي شارك في توزيع الجوائز على الفائزين.
انقسم الماراتون إلى فئتين، فئة الصغار من عمر عشر سنوات وما دون، وفئة الكبار حتى حدود الثلاثين عاماً. المسافة التي قطعها المتسابقون كانت من عند بوابة بلدة شمسطار حتى بلدة تمنين الفوقا، أي بحدود عشرة كيلومترات.

مشروع ملعب ميني فوتبول في كفردان

بعد التواصل مع بعض الجهات المانحة والجمعيات، كان هناك لقاء لرئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك مع إدارة برنامج “ليف ليبانون” (عيش لبنان). أرسل البرنامج للاتحاد استمارات لتعبئتها وتسجيل المشاريع التي يحتاجها، وكان هناك تنويه لمشاريع إنشاء ملاعب، فتمت الموافقة مؤخراً على إنشاء ملعب في نطاق الاتحاد من قبل هذا البرنامج، وهو ملعب ميني فوتبول صغير سيتم بناؤه في بلدة كفردان التابعة لبلدية شمسطار.

أرسل البرنامج مندوبين للكشف على موقع الملعب، وسيتم البدء بإنشائه قريباً، مع الإشارة إلى أن هذا الملعب هو منحة كاملة. ويتضمن المشروع إنشاء ملعب مع كافيتيريا ومدرجات وحمامات.

آثار غربيّ بعلبك: تاريخ عظيم يبحث عن مستقبل سياحي واعد

DSC00290
من عمق التاريخ، تطل أوابد ما استطاعت صروف الدهر أن تأخذ رونقها، أو تمحو ذكرها.
صروح تحدت الزلازل والنوازل، كما تحدت الإهمال والتخريب، لتبقى شاهدة على عراقة منطقة غربيّ بعلبك، ودليلاً على انغراسها في عمق الزمن، حضارةً وتاريخاً.
معابد وقلاع، تدل على أن هذه المنطقة مسكونة، طيّبة العيش، مقصد للراغبين بأن يحيوا حياة طيبة على مدى الأيام.
من نواويس شمسطار المحفورة في الصخر، إلى عين الدير في تمنين التحتا، ومن القصر التاريخي في حوش سنيد، إلى المزارات التي لا تغيب عن كل بلدة وقرية، مسيرة عمر، وقصة ترويها الأجيال.
وبين هذه الآثار التاريخية، تطل ثلاث علامات، لا يمكن إلا التوقف عندها، والحديث عنها بالتفصيل، فهي ـ إن وجدت من يعتني بها ـ يمكن أن تكون ملجأً لكل من يبحث عن علامات التاريخ، ليرسم واقعاً جديداً للمنطقة، يكون أساساً لمستقبل سياحي واعد فيها.
قلعة قصرنبا
اشتق اسم بلدة قصرنبا من قصر نابو، كما جاء في معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية، وهو اسم صنم وإله اشوري قديم ومدون على حجر في قلعة آثار البلدة، ونبا اسم علم شائع في لبنان وهو من بقايا الاسماء الفينيقية، ومعنى الجذر: سما ودعا.
قصرنبا بلدة مصنفة سياحية من قبل وزارة السياحة، ففيها معبد روماني كبير لعله الثاني في البقاع وربما في لبنان بعد قلعة بعلبك من حيث اتساعه وطريقة بنائه وضخامة حجارته وأسلوب هندسته وشكل تماثيله وأعمدته وتيجانها.
هذا المعبد مكون من عدة طبقات ولم يكشف الا عن الطبقة الأعلى منه، وهناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن معالم هذا المعبد تمتد لتشمل البلدة بأسرها.
بُني معبد قصرنبا على دكة ما تزال معالمها ظاهرة، يتم الصعود إليها عبر درج عمائري يفضي إلى رواق أمامي يتألف من أربعة أعمدة ودعامتين. وما زالت آثار مواقع الاعمدة ظاهرة. ويفضي الرواق الأمامي إلى صحن المعبد الذي يؤدي عبر درج إلى قدس الأقداس الذي يقع تحته سرداب كان معداً لحفظ الأواني والمتاع الطقسي.
إضافة إلى المعبد الروماني هناك ما يعرف بـ “المقطع” المعروف باسم “تونيانوس”، وهو عبارة عن مقلع للحجارة التي بُنيت الآثار بها، والمدهش هو كيفية نقل الحجارة منه إلى المعبد.
جب الحبش
إنه معبد (جب الحبش) الروماني في بلدة تمنين الفوقا البقاعية.. التي تقع في بطن وادٍ على السفح الشرقي لسلسلة جبال لبنان الغربية
يقع المعبد بجوار نبع ماء هو الذي أعطاه اسمه ، وهو عبارة عن بناء ضخم. وعلى ضخامته إلا أنه لا يتعدى كونه غرفة واحدة مستطيلة مبنية من الحجارة الضخمة وسقفها معقود بشكل نصف دائري من الحجر الكلسي الصلب. بعد ارتقاء بضع درجات، على جانبيها قاعدتان لعمودين ضخمين تم ترميمهما منذ وقت قصير، يصبح الزائر داخل المعبد  مجتازاً البوابة الوحيدة الكبيرة.
أرض المعبد من الحجر الأملس الصلب، وفيها فتحة لا يتعدى اتساعها السبعين سنتيمتراً، وهي بعمق حوالي الأربعة أمتار كانت عبارة عن بئر تتغذى من مياه الينابع الجوفية فإذا ما امتلأت البئر تدفقت مياهها عبر قناة داخل المعبد محفورة في الصخر على شكل قناة لتصب حول النبع (جب الحبش) في مسيل مياه غزير قبل سنين الجفاف.
مياه هذا الجب، وأيام الخير، تقطع بلدتي تمنين الفوقا وتمنين التحتا لتصب في نهر الليطاني ..
أما خارج المعبد فتنتشر أنصاف الأعمدة ومنحوتات في الصخر وتيجان مزخرفة ربما كانت رؤوس أعمدة.
وقد طال هذا المعلم التاريخي الكثير من التخريب وعدم الاهتمام إلى وقت قريب، حيث يتم العمل بالتعاون مع هيئة الآثار في وزارة السياحة على ترميم ما أمكن للحفاظ عليه .
والجدير بالذكر أنه يحيط بهذا المكان الاثري محمية صغيرة من السرو والشربين تضفي على المكان روعة ورونقاً وتزيد من روعته ورهبته.
حوش باي
أقدم الآثار الرومانية في بعلبك ـــ الهرمل يمكن أن يعثر عليها الباحث في التاريخ في حوش باي، الموقع الأثري الذي يحوي بين ثناياه القنطرة التي تتموضع في الجنوب الشرقي لبلدة طاريا، وتمثل حتى اليوم نموذجاً، وأكبر الموارد المائية في المنطقة، لاحتوائها على خمسة ينابيع عذبة.
الكثير من المؤرخين أتوا على ذكر القنطرة، فأشار المؤرخ اللبناني عيسى اسكندر المعلوف إلى أن الرومان بنوا القنطرة المقبّبة من جملة ما بنوه في عام 60 قبل الميلاد. ويقول المعلوف إنّ الأب جوليان اليسوعي ذكر في كتابه (بعلبك وآثارها) أن “حوش باي قرية صغيرة بين شمسطار التابعة للبنان، وكفردبش التابعة لبعلبك في منطقة قرب تلة باسمها، وفيها أطلال قلعة قد سقطت أعمدتها القنينية الشكل ونقلت حجارتها، وهناك آثار حمامات. ومن هذه الأطلال، قنطرة ضخمة من الحجارة ينبجس منها ينبوع غزير المياه يسقي أراضيها وما يجاورها، وهي الآن تابعة لقرية طاريا قرب شمسطار، وعلى هذه القنطرة كتابة رومانية  تعريبها: “للمشتري الصالح جداً والعظيم جداً الهيليوبولي كوينتوس بربيوس روفوس”.
وجد المعلوف في أطلال حوش باي حجراً رُسم عليه رأس ناتئ وحوله كتابات رومانية ظاهرة، فعمد من بعدها المعلوف إلى إرسال الكتابة إلى الأب سيبستيان رونزفال اليسوعي، والذي رد عليه أن هذه “الكتابة لاتينية وهي تعني: “نذر قيوس بن الفلان لأجل سلامته وسلامة زوجته وبنيه”. وتتحدث مصادر عدة عن أن حوش باي كانت مسبحاً لزوجة حاكم بعلبك الروماني.
إنه التاريخ إذاً، ترتسم حروفه على صفحات هذه المنطقة الغنية بآثارها، العظيمة بأهلها، والغارقة في حرمان يتطلب جهود الجميع للقضاء عليه، والنهوض إلى مستقبل سياحي يعوّل عليه.

التنمية المحلية وتفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة والبلديات لخدمة المزارعين

salah-haj-hassan

د. صلاح الحاج حسن (مستشار وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن)

التنمية المحلية وتفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة والبلديات لخدمة المزارعين

إن التنمية المحلية المستدامة هي التنمية المستمرّة وهي التنمية العادلة، أي هي التنمية التي لا تجني الثمار للأجيال الحاليّة على حساب الأجيال القادمة، أي هي التنمية التي تراعي البعد البيئي في جميع مشروعاتها.

إذن هي التزام أخلاقي من الجيل الحالي للجيل القادم، يضمن خلاله الجيل الحالي الاستجابة لحاجاته المتعددة دون أن يعرّض قدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها للخطر،أي أن يترك الجيل الحالي للجيل القادم رصيداً من الموارد مماثلاً للرصيد الذي ورثه أوأفضل منه.

يعتبر (1) توفير الأمن الغذائي من خلال التنمية المستدامة للقطاع الزراعي و (2) حماية التربة ومكافحة التصحر و(3) الحد من استنزاف الموارد الطبيعيّة و(4) مواجهة أشكال التلوث كافة أبرز تحديات التنمية المستدامة المرتبطة بالقطاع الزراعي.

وفي ظل تطبيق استراتيجية وزارة الزراعة للأعوام الخمسة (2010-2014) والمندرجة ضمن محاور ثمانية تتضمن مختلف تدخلات الوزارة بهدف تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وحماية البيئة والحفاظ على التنوع الحيوي، بالإضافة إلى أهمية مشاركة الفئات المستهدفة من المزارعين في تنفيذ هذه المشاريع، فقد برزت أهمية تفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة والبلديات والقطاع الأهلي والقطاع الخاص في مختلف المناطق اللبنانية. وكان لتجربة التعاون بين وزارة الزراعة واتحاد بلديات غربي بعلبك أهمية كبيرة بحيث يمكن اعتبارها نموذجاً للتعاون بين القطاع العام والبلديات في مجال التنمية المحلية المستدامة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المشاكل التي تواجه المزارعين في المناطق المختلفة، وخاصة مناطق اتحاد بلديات غربي بعلبك، بسبب الغياب التاريخي عن هذه المنطقة لتدخلات الدولة في هذا القطاع.

في هذا الاطار، تم تنفيذ عدد من البرامج بالتنسيق والتعاون مع البلديات والقطاعات الاهلية في منطقة غربي بعلبك أهمها (1) الإحصاء الزراعي وتحديد المزارعين والمعطيات المرتبطة بالحيازات الزراعية كافة و(2) المشاركة في وضع الأولويات المتعلقة بالقطاع الزراعي في المناطق المستهدفة و(3) دراسة التدخلات الممكنة على المستويات المختلفة و(4) المشاركة في تنفيذ ومتابعة هذه التدخلات التي تعالج مشاكل المزارعين في المنطقة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج دعم الحبوب (دعم بذار وزراعة القمح والشعير)، برنامج دعم الاعلاف، التدخلات الأساسية على مستوى المحاصيل الزراعية (محصول العنب)، توزيع مدخلات برامج المكافحة المتكاملة ومعدات متخصصة على مستوى بعض المحاصيل الأساسية في المنطقة كالعنب والتفاح واللوزيات، توزيع الشتول المؤصلة وإنشاء تعاونية ومركز لتجميع الحليب لمربّي الماشية في منطقة غربي بعلبك، بالإضافة إلى أعمال التحريج والتشجير التي نفذت وما زالت قيد التنفيذ في المنطقة، كذلك إقامة عدد كبير من الدورات التدريبية والندوات الزراعية بحضور ومشاركة فعّالة من قبل المزارعين في المنطقة.

في هذا المجال كان لا بد من تقدير الجهود التي قام بها رئيس الاتحاد ورؤساء بلديات غربي بعلبك لتفعيل هذا التعاون البنّاء في سبيل تخفيف المعاناة عن المزارعين وتحقيق الاستدامة في التنمية المحلية.

اتحاد غربي بعلبك والثانويات: تعاون يُنتج مستوى تعليمياً مرموقاً وصحة مدرسية أفضل

SchoolAid32

اتحاد غربي بعلبك والثانويات:

تعاون يُنتج مستوى تعليمياً مرموقاً وصحة مدرسية أفضل

تتعدد مجالات التعاون بين اتحاد بلديات غربي بعلبك وبين المجتمع الأهلي، ومن ضمن أوجه هذا التعاون المجال التربوي، حيث كان للاتحاد بصمات مهمة في ثانويات المنطقة الرسمية الأربع، تمنين التحتا، بدنايل، شمسطار وطاريا.

الاتحاد كان حاضراً، وقدّم مساهمة كبيرة في رفع مستوى هذه الثانويات، سواء من خلال مشروع الدعم المدرسي، المتمثّل في تقديم بدلات الساعات الإضافية التي تقدّم للطلاب في الصفوف التي تخضع للامتحانات الرسمية، أو من خلال الكشف الصحي المدرسي الذي تم بالعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية، والذي قدم خدمة الكشف الطبي لكل الطلاب في الثانويات الأربع، وساعد في الكشف عن العديد من الحالات التي تتطلب المتابعة.

يقول الهلي، وقد شملت من

أستاذ أكرم الحاج حسن، مدير ثانوية شمسطار الرسمية إن فكرة تقديم دعم دراسي لطلاب الشهادات بدأت في العام الدراسي 2011-2012، واستمرت في هذا العام الدراسي، بحيث نقدّم ساعات دعم أيام العطل والجمعة والأحد، خاصة وأننا في منطقة تحصل فيها عطل بسبب الظروف المناخية القاسية، وبسبب الإضراب الذي حصل في هذا العام.

ويضيف: اتحاد بلديات غربي بعلبك يغطي كلفة أجور الساعات التي نقدمها للأساتذة، وهذا مشروع ممتاز، بحيث يتوجه مباشرة لمصلحة الطالب، وقد ظهرت آثاره في العام الماضي، حيث إن ثانويات المنطقة التي طبّق المشروع عليها كان فيها نسبة نجاح مرتفعة، لساعات الدعم حصة كبيرة فيها.

ويتحدث الأستاذ الحاج حسن عن تكامل هذا المشروع مع خطوة ممتازة هي خطوة الكشف الصحي، ويقول: نحن في كل سنة كنا نقوم بكشف صحي، وفي العادة ترسل لنا الوزارة طبيباً ويأخذ أجره من المدرسة، ولكن عادة ما يكون الكشف شكلياً، وعادة ما يكون الطبيب هو طبيب صحة عامة وليس طبيباً اختصاصياً بحيث يقدّر حالة كل طالب، ويعطي كل طالب حقه من الاهتمام.

وفي هذه السنة قام الاتحاد بخطوة متقدمة بحيث قام بكشف متكامل تقريباً، وبقي الكشف مدة 4 أيام وأخذ كل طالب حوالي ربع ساعة، وخاصة العيون.

ويؤكد الأستاذ الحاج حسن أن الاتحاد هو الذي عرض المساعدة، مردفاً: نحن قمنا بتوجيه كتاب شكر للاتحاد، وكان الكتاب عن قناعة تامة، حيث إنه في العادة نحن من نلاحق المؤسسات التي يمكنها المساعدة والتي لا تقدّم المساعدة إلا بعد الكثير من الجهد والتعب من قبلنا، وأما الاتحاد فهو من كان يلاحقنا لمتابعة سير العمل ومتابعة ساعات الدعم المدرسي، فأقل واجباتنا تجاههم هو تقديم الشكر لهم.

الأستاذ جمال سليمان مدير ثانوية نبيل أديب سليمان الرسمية في بدنايل يتحدث عن تجربة الكشف الصحي المدرسي فيقول:

أنا صراحة لم أكن قد جربت الكشف الصحي لدى الهيئة الصحية الاسلامية، وكنت أعتبر أن الموضوع مجرد ديكور، ولكن عندما بدأ الكشف الطبي انبهرت وأحسست أن هناك كشفاً طبياً حقيقياً وكأنه قد حضرت 4 عيادات إلى الثانوية، عيادات فعلية، وليست شكلية، حيث تم تنظيم ملفات واستمارات، وقد تم تدوين كل شيء، وتمت ملاحقة الطلاب ومتابعتهم. وكان الطالب الذي يعاني من ضعف في النظر يتم نقله إلى عيادة متخصصة بنسبة أعلى.

ويضيف الأستاذ سليمان: أنا رفعت كتاباً لوزارة التربية وطلبت أن يكون الكشف الطبي السنوي عن طريق الهيئة الصحية الاسلامية، وقد تمت الموافقة على هذا الموضوع.

وأما بخصوص الساعات الاضافية، فهي أيضاً مبادرة عمرها سنتان.

يقول الأستاذ سليمان: لدينا ثانوية بدنايل مستويات عالية ونسب نجاح مرتفعة، وهذا بفضل أننا منذ حوالي منتصف تشرين الثاني عندنا يوما تدريس إضافي الجمعة والأحد، وأيام الدعم الإضافي متعلقة بدعم في المواد الاساسية.

ويؤكد الأستاذ سليمان: الاتحاد هو الداعم الأساسي لهذا المشروع، فهذه الساعات الإضافية لا تقوى الثانوية الرسمية على تحملها بسبب قلة الموارد المالية لديها.

بالمقابل لكي نفتخر بهذه النتائج يجب علينا تقدير فضل الاتحاد الذي قام بهذا المشروع، نجاحنا هذا مشترك ما بين هيئة تعليمية وهيئة ادارية واتحاد ومجتمع مدني.

ويختم الأستاذ سليمان قائلاً: يجب علي أن أذكر الحقيقة، حقيقة أن الاتحاد يقوم بجهد فعلي وحقيقي، هذا الاتحاد الذي يقدم خدمات مميزة للمواطنين ولأولاد هذه المنطقة المحرومة.

مدير ثانوية تمنين التحتا الرسمية الأستاذ منير سمعان يقول إن اهمية المشاريع هي في أن المدرسة الرسمية عدد الساعات فيها محدود. ومن هنا تبرز أهمية هذه الساعات الإضافية التي قدمناها للطلاب، وقد استفاد جميع طلاب صفوف الشهادات الرسمية في السنتين الماضيتين منها، ولذلك نؤكد شكرنا للاتحاد على هذه الخطوة.

وحول برنامج الصحة المدرسية يقول الأستاذ سمعان: ما قدمته تجربة الهيئة الصحية الاسلامية التي تعاونت مع اتحاد بلديات غربي بعلبك، من الوجهين أفضل، من الناحية المادية تقوم بتقدمة هذه الناحية مجاناً، ثم من الوجه الثاني الذي هو صحة الطالب، هناك أطباء متخصصون، ويتم الكشف على الطالب من قبل 3 أطباء، وبشكل متتالٍ، وفعلاً اكتشفنا العديد من الحالات التي تحتاج إلى رعاية، وقد قام الاطباء بعمل استمارات للطلاب الذين يعانون من المشاكل، وعرضوا مساعدة على الطلاب الذي يعانون من مشاكل تحتاج لمتابعة، بحيث تتكفل الهيئة الصحية بمتابعة علاج هؤلاء الطلاب مجاناً، وبالتالي لم نقم فقط بتوصيف الحالة وتحديد الطلاب الذين يعانون من المشاكل، الأهم من أي شيء أن الطالب يستطيع المتابعة مع الطبيب المختص.

الأستاذ هليّل حمية، الناظر العام في ثانوية طاريا الرسمية يشارك مجلتنا تجربة النجاح التي تحققت من خلال ساعات الدعم المدرسي التي تكفّل اتحاد بلديات غربي بعلبك بدفع قيمتها.

ويقول: هذا المشروع يشمل كل السنة، في العطل العادية وعطل الأعياد وغيرها من العطل، هذا الكم الكبير من الساعات  يحل مشاكل الطلاب، إلا أن هذا له تكلفة كبيرة، وإذا لم يكن هناك من يقدم الدعم والمساندة لا يمكن القيام به.

ويتحدث الأستاذ حميّة عن مشروع الصحة المدرسية في وزارة التربية، فيقول إن هناك برنامجاً اسمه الصحة المدرسية، حيث يتم التعاقد مع دكتور يأتي ليوم أو يومين ويجب عليه فحص جميع الطلاب، وهذا الدكتور مثلاً هو طبيب صحة عامة، فمشاكل وأمراض العينين لا علاقة له بها، عندها فالفحص هو شكلي، ثم لأنه دكتور واحد وليس لديه مساعدون، فالفحص هو شكلي أكثر مما هو فحص حقيقي، كما أن هذا الدكتور له أجرته ويحصل عليها من الثانوية، في حين أن التعاون مع اتحاد بلديات غربي بعلبك أمّن للطلاب كشفاً صحياً متكاملاً وفي كل المجالات، ولا سيما الصحة العامة والعيون والأسنان، كما أن هذا الفحص لم يكلّف مالية الثانوية أي أموال.

إنها تجربة ممتازة لما يمكن أن يقدّمه التعاون بين الاتحادات البلدية وبين المؤسسات الأهلية، لا بد أن تعمّم ويستفاد منها، لما فيه خدمة وطننا وناسه وطلابه.

المجتمع الأهلي المساند الأكبر للاتحاد في عمله

ghassan-melhem2

دور كبير في المساهمة والترشيد

المجتمع الأهلي المساند الأكبر للاتحاد في عمله

 

يلعب المجتمع الأهلي دوراً كبيراً في تقديم يد العون للمؤسسات الرسمية والبلدية من أجل القيام بمهامها بالشكل المطلوب منها.

ويقوم أفراد هذا المجتمع بتقديم المشورة والخبرة، وبالانخراط في نشاطات تطوعية، وفي المساهمة بالعمل من أجل تحقيق الأهداف الذي تضعها المؤسسات المعنية، ومنها اتحاد بلديات غربي بعلبك.

عن الدور الذي يقوم به هذا الاتحاد، والانجازات التي حققها، وكيفية مساندة المشاريع التي يقوم بها تحدث لمجلتنا عدد من أبناء منطقة غربي بعلبك، وفي حديثهم الكثير من التأييد، والكثير من الاقتراحات أيضاً

الدكتور غسان ملحم ( باحث سياسي متخصص في العلاقات الدولية في مركز الدراسات السياسية لأوروبا اللاتينية في فرنسا) يقول:

إذا أردنا أن نقيّم التجربة الحالية للبلديات واتحادات البلديات، يمكننا أن نتحدث عن نقلة نوعية حصلت مقارنة مع البلديات السابقة، هنا يجب التنويه بقرار القيادة المعنية داخل حزب الله دخول معترك العمل البلدي من بابه العريض، أو بالمعنى الأصح إعادة النظر في كيفية التعامل مع ملفات البلديات.

لا يوجد شك بأن قرار الحزب كان قراراً جريئاً وصائباً ولا بد منه، ولذلك كان استحداث أو تفعيل دور جمعية العمل البلدي التي تأتي في إطار الاهتمام المتنامي بالعمل البلدي.

إضافة إلى دور مديرية العمل البلدي من المهم تسليط الضوء على دور اتحادات البلديات.

اتحاد البلديات هو ظاهرة على مستوى كل لبنان، وهذا الاتحاد كالبلديات هو معني بالفعل وبالإدارة المحلية. في الكثير من دول العالم، تم استحداث إدارات أو وزارات تعنى بالإدارة المحلية، يعني انتقلت من الحيز المحلي، إلى الحيز الوطني والحكومي والمركزي. وجود اتحادات البلديات مهم جداً، ذلك أن دوه يقوم على تعزيز التواصل والترابط وبالتالي التكامل والتعاضد بين البلديات في الكثير من الملفات التي تحتاج بالفعل إلى الاتصال بشكل مباشر أو بشكل دائم، كمشاكل المياه أو الكهرباء أو بالطرقات الرئيسية أو بغيرها، وهنا يبرز دور اتحاد البلديات كمكمّل لدور البلديات أو كغطاء لعمل هذه البلديات، كل منها في إطار القرية التي تعمل فيها.

أما في إطار منطقة اتحاد بلديات غربي بعلبك، فالمنطقة بحاجة للمزيد من البنية التحتية كالمياه والكهرباء ومعمل تكرير النفايات وغيرها، وهنا برزت النقلة النوعية التي قامت بها البلديات والاتحاد الحالي.

ولكن المنطقة بحاجة لمشاريع استثمارية وإنتاجية، من مستشفيات ومستوصفات ومعامل ومصانع ومراكز جامعية، لكي نقول إن هناك تنمية شاملة في كل المجالات. ومن هنا تظهر أهمية العمل البلدي.

أنا أرى أن العمل البلدي هو المدماك الأول على سلم الترقي السياسي والنماء الحضاري، ومن هنا أهمية العمل البلدي.

المنطقة تعاني من الحرمان واللامبالاة منذ عقود طويلة، وهنا تتحمل المسؤولية الحكومات المتعاقبة، إنما اليوم المطلوب المجهود من قبل الجميع، ليس فقط الحكومة وأجهزة الدولة الرسمية، المطلوب أيضاً تضافر جهود الأحزاب والقوى السياسية إضافة إلى الجمعيات والأندية والمؤسسات وهيئات المجتمع المدني المحلي والمواطنين، وأن يكون عندهم حس المبادرة ويكونوا معنيين فعلياً بمتابعة العمل البلدي ومتابعة الإنجازات على الأرض، والتقييم والمساءلة والتصويب، والأهم من هذا دعم الانجازات. بمعنى آخر، عندما نرى إنجازات حتى لو كانت بسيطة في مجال معيّن يجب الإضاءة عليها.

أنا أرى أن العمل البلدي شأنه شأن أي عمل عام سواء على المستوى السياسي والوطني أو على المستوى المحلي، هذا العمل هو بالحقيقة عبارة عن مجموعة من المسؤوليات والأعباء، وليس مجرد امتيازات أو مكاسب خاصة أو شخصية.

المطلوب أن تكون روحية المقاومة موجودة داخل اتحادات البلديات والبلديات لأنه فعلياً إذا أردنا استيعاب واقع البلد وخاصة البقاع وتحديداً منطقة غربي بعلبك التي ننتمي إليها، نرى أن الاتحاد أمام أعباء جسيمة، لأننا كنا نعاني طويلاً من الفساد والترهل في الإدارة الحكومية، ومن اللامبالاة ومن التراكمات التي تمتد لعقود طويلة. اليوم المطلوب أن نعالج الخلل المزمن. بالتأكيد ليس من الممكن حل تداعيات هذه المشاكل بسنة أو سنتين، لذلك فإن العمل البلدي على مستوى اتحادات البلديات وعلى مستوى كل بلدية يتطلب مقاومة بكل معنى الكلمة، لمكافحة الفساد ومكافحة كل المشكلات التي كنا نعاني منها، وللتصدي للروتين الإداري ونقص التمويل.

الديراني

المهندسة داليا الديراني من بلدة قصرنبا تقول بدورها:

يجب على اتحاد بلديات غربي بعلبك الالتفات إلى دور المرأة في محاولة تنمية المنطقة، من خلال القيام بمشاريع  تقوم على مساعدة المرأة في صناعة المونة مثلاً، أو القيام بدورات تساعد على تحسين نوعية هذه  المنتجات، أو مثلاً إنشاء جمعية بحيث تقوم النسوة بجمع الورود، وصناعة ماء الورد، ومساعدة الجمعيات على حضور المناسبات التي تعنى بشؤون المنتجات القروية في بيروت ولبنان عامة.

هذا ما يساعد المرأة على الشعور بأنها منتجة وأنها تساعد زوجها في تأمين مدخول فعلي للمنزل من خلال بيع المونة والمنتجات التي تقوم هي بإعدادها.

إضافة إلى ذلك من الممكن كذلك إقامة دورات لتعليم الخياطة وتعليم صناعة الحلويات، وبذلك يكون الاتحاد قد ساهم في مساعدة المجتمع في النمو.

ومن هنا يجب على الاتحاد أن يعمل على زيادة التضامن الاجتماعي من خلال تعزيز الروح الجماعية.

اتحاد غربي بعلبك و”الجمعية التعاونية لإنتاج الحليب في جرود طاريا”

Sheep

اتحاد غربي بعلبك و”الجمعية التعاونية لإنتاج الحليب في جرود طاريا”:
قصة تعاون حقيقي لخدمة المواطن

في أعالي الجرود، للحياة طعم آخر، ونكهة لا يعرفها إلا الذي يعايشها ساعة بعد ساعة.
مع قدوم نسائم الربيع تنطلق قطعان من زرائبها، بعد أن تكون قضت أشهراً في “هجوع الشتاء” في مناطق منخفضة، يقودها رعاة تمرسوا على الحياة مع الصعاب، وقضوا سنوات الحياة في الأعالي.
هؤلاء الرعاة، هم أبناء المنطقة، بامتدادها، من أقصى البقاع إلى أقصاه، شرقه وغربه، يسيرون المسافات، ويتنقلون من تلة إلى تلة، بحثاً عن المرعى الوفير، الذي يؤمن للقطعان غذاءها، ولأصحابها الحد الأدنى من العيش، بالكفاف، راضين وقانعين بما يرزقهم الله.
اليوم، صار لهؤلاء الرعاة تعاونيتهم، التي تقدم لهم خدمات ما كانوا ليحلموا بها، ما خفّف عن كواهلهم الكثير من الأعباء، وأعطاهم الأمل بالثبات في تلك الجبال العالية، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لمجتمعنا.
ما قصة هذه التعاونية؟ كيف أنشئت، ما هي أهدافها، وما هو دور اتحاد بلديات غربي بعلبك في دفعها للتحول إلى فعل إيجابي على أرض منطقتنا؟
تتحدث السيدة فاطمة حمية عن البيئة التي أنشئت فيها هذه التعاونية فتقول:
نحن أسر تعتاش من قطاع تربية المواشي، والغاية الأساسية لهذه الأسر مربي المواشي هي ضمان ربح يومي مقبول وذلك لن يكون إلا مقابل إنتاج يراعي مواصفات الجودة والنوعية. و نحن نطمح إلى تحسين ظروف عملنا وانتاجنا في هذا القطاع ومواكبة التقدم.
تضيف: أما المنطقة التي نسكنها فهي أعلى منطقة في الجرد الغربي، تعلو عن سطح البحر قرابة 1800 متر، وهي تمتد على مساحة جغرافية واسعة تقدر بحوالي 60000 دونم، ويبدأ المزارعون بالتوافد إليها في أوائل ايار من كل سنة ويبقون فيها إلى أواخر تشرين الثاني. ويسع هذا الجرد حوالي 20 ألف رأس من المواشي، أما من أين يأتي المزارعون فهم من بلدات عرسال ـ حلبا ـ بعلبك ـ بوداي ـ عيناتا ـ طاريا ـ مزارع بيت مشيك ـ مزرعة بيت صليبي ـ سلوقي ـ شمسطار ـ بيت شاما ـ بدنايل ـ حوش بردى ـ رأس بعلبك، ومزارعون من سوريا الشقيقة.
وتقول السيدة فاطمة: نحن جميعاً من منطقة البقاع التي هي بالأصل منطقة زراعية (سهل البقاع)، فكلنا مزارعون وإن اختلفت ادواتنا وتنوعت مزروعاتنا، فكلنا نمتهن المهنة نفسها، أما التعامل بيننا فهو مميز، فنحن نختلف كثيراً ونتفق أكثر ونسعى دائما للأحسن لجميعنا.
ومن المسلّم به أن التعاونيات تلعب دوراً مهماً وفاعلاً في التنمية، فبالإضافة إلى تعاون الناس مع بعضهم في العمل، فكذلك هي تساهم في تخفيف الأعباء المادية على المتعاونين، وهذا يجعل من العمل أقل مشقة وأكثر فائدة، كما تشكّل تجمعاً لعدد كبير من الناس للاستفادة من تقديمات وتسهيلات الجمعية التعاونية بالتساوي.
ونتيجة جهود السيدة فاطمة ومن يسير بجانبها من أبناء المهنة، نشأ الوعي بضرورة إنشاء تعاونية زراعية تقوم بخدمة هؤلاء المزارعين ومساعدتهم.
وبناء على هذه الجهود، وبمواكبة من اتحاد بلديات غربي بعلبك، تأسست “الجمعية التعاونية لانتاج الحليب في جرود طاريا” بموجب القرار 113/1ت تاريخ 11-7-2012، ومنطقة عملها هي منطقة جرود الغربي – طاريا وجوارها.
تهدف التعاونية إلى تحسين أوضاع أعضائها الاقتصادية والاجتماعية وذلك بأن تعمل على:
1-    تأمين سيارة مبردة لنقل الحليب
2-    تأمين الأدوية البيطرية
3-    تأمين المراعي للمواشي
4-    تحسين إتاج الحليب
5-    حفر البرك لتجميع مياه الينابيع والثلوج

يقوم الاتحاد بدور المنسّق بين بلديات منطقة غربي بعلبك والجمعيات التعاونية التي تقع في نطاقه الجغرافي والمجتمع المدني وبين وزارات الدولة المختلفة وذلك خدمة للمجتمع والانسان وقد كان على الدوام يسعى إلى إشراك جميع التعاونيات بالنشاطات التي يقوم بها، أو يشترك هو بنشاطات الجمعية ويساندها من الناحية المادية والمعنوية.
تقول السيدة فاطمة حمية: لقد كان لشخص الحاج زاهي الزين الدور الفاعل في إنجاح وإبراز دور الاتحاد، لما عنده من روح المحبة والتعاون، وهو بشخصه محب للناس، ويسعى دائماً إلى تقديم كل ما هو مفيد لخدمة  المجتمع والناس. وقد قام الاتحاد بمساندة المزارعين في بداية انشاء التعاونية، حيث تم الإعلان عن إنشاء التعاونية في عيد الكرز في بلدة تمنين الفوقا عام 2012، وذلك بوجود معالي وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن، وكل ذلك بمساعدة ومساندة من رئيس الاتحاد الحاج زاهي الزين.
وإذ تشير السيدة حمية  لحملة تطعيم المواشي التي قام بها الاتحاد في شهر أيار 2013، فإنها تتحدث بإسهاب عن الخدمات التي قدمتها وزارة الزراعة لمربي المواشي من خلال التعاون مع الاتحاد، وتقول: لن ننسى الدور الذي يقوم به معالي وزير الزراعة بتنشيط دور الزراعة وشدّ همة المزارع، وذلك بفضل حزمة كبيرة وواسعة من التوجيهات لمعاليه، والمساعدات التي تقدمها الوزارة، وكل ذلك بفضل توجيهاته، وقد أولى تعاونيتنا عناية نقدره ونجله عليها، فهو قد أعطى الأوامر لمصلحة زراعة بعلبك وخصوصاً دائرة الثروة الحيوانية لتقديم المساعدات وذلك عبر أدوية وطعوم للمواشي، بإشراف أهم الخبراء والأطباء البيطريين، وقد سعى لتحسين انتاج الحليب والحفاظ على جودته وذلك عبر إعطائنا براميل للحليب من نوعية ستانلس ستيل على دفعتين عامي  2012 و2013.
وتتابع السيدة حمية: معالي وزير الزراعةعلى تواصل دائم مع جميعتنا التعاونية، وقد شرّفنا بزيارة لنا في أماكن وجودنا (الجرد العالي ـ طاريا)، في 30/7/2013، وقد أفرحنا جميعاً، لأنها سابقة، فلم يسبق أن زارنا أبداً مسؤول من قبل، أو استمع إلى مشاكلنا أو سعى لتسليط الضوء على حياتنا وأرزاقنا إلا معاليه، وقد استمع معاليه لمطالبنا واعداً إيانا بتحقيقها.
هذه الإشادة بدور وزارة الزراعة هي القاسم المشترك في أحاديث الرعاة الذين زارتهم المجلّة في الجرود العالية، الذين تتعدد القرى التي جاءوا منها، ولكن الكلمات التي يقولونها تتوحد عند إبداء الشكر للفتة وزير الزراعة بزيارتهم والجلوس معهم والاستماع إلى شكاواهم وإلى طموحاتهم في الوقت نفسه، كما يتشابه الثناء الذي يعبرون به عن امتنناهم للتقديمات التي لم يسبق أن شهدوا مثلها من قبل، التي تغدقها عليهم وزراة الزراعة، والتي يلعب اتحاد بلديات غربي بعلبك دوراً كبيراً في تأمينها.
أم حسن، من بلدة عرسال، يملك أولادها قطعاناً من الماعز والأغنام، تتحدث بفخر عن امتلاكها لبراميل الحليب الجديدة من الستانليس ستيل والتي ساهمت في حفظ الحليب من الفساد، مؤكدة كما “زميلها” الشيخ عاصم (القادم من سوريا) على مدى الوفر الذي حققه تكفّل وزارة الزراعة بتقديم المساعدة بملف التطعيم، وكذلك يتحدث أسعد ـ من طاريا ـ عن الأدوية التي تقدمها الوزارة، والتي جعلته يشعر لأول مرة بأن ما يقوم به ليس بلا طائل.
هذه هي قصة “الجمعية التعاونية لانتاج الحليب في جرود طاريا”، وهي قصة تستحق أن تُحكى، لأنها تعبّر بحق عن التعاون الحقيقي بين المؤسسات الرسمية والبلدية وبين القطاعات المنتجة المختلفة، بما فيه خير المواطنين وسعادتهم.

تزيين الخط الوسطي على أوتوستراد تمنين بعلبك: لمسة جمالية

TamnineEnter12

في إطار مشاريعه الهادفة إلى إضفاء لمسة جمالية على مداخل الطرقات المؤدية إلى بلدات الاتحاد، قام اتحاد بلديات غربي بعلبك بتنفيذ خطة شاملة لتزيين الفاصل الوسطي على أوتوستراد تمنين بعلبك عند المستديرات الواقعة على الطريق ولا سيما في منطقتي تمنين التحتا و”النقطة الرابعة” وبريتال، وذلك من خلال زرع الوسطيات بأزهار ونباتات مختلفة الألوان والأنواع وتنسيقها بأساليب حديثة.
وقد كانت هذه اللمحة الجمالية مثار إعجاب المواطنين والزائرين للمنطقة، نظراً لما أعطته من منظر حضاري ومدني للمنطقة ومداخلها.
المهندسة الزراعية حسناء حيدر عضو مجلس بلدية بدنايل كانت هي المشرفة، تابعت موضوع الرش ولا زالت تتابع هذا الموضوع.
مشروع مدخل بعلبك ـ الهرمل، الذي يبدأ من تمنين، نفّذ منذ حوالي سبع سنوات، وقد بقي خط الوسط وكأنه صحراء لا يوجد فيه شيء.
تم الاتفاق بين اتحادات بلديات المنطقة، بعد جلسة مع جمعية العمل البلدي على أن يتكفل كل اتحاد في نطاقه بموضوع زراعة هذا الخط ومتابعته وتنظيف الطريق بشكل عام، بحيث يكون العمل منسقاً ومنسجماً ومرتباً.
وقد قام اتحاد بلديات غربي بعلبك بدوره في هذا المجال.

طريق حوش الرافقة ـ تمنين التحتا: مشروع ضخم يشكّل أساساً لعملية تنموية حيوية

Highway

نائب رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك الأستاذ إبراهيم نصّار: الطريق يسهّل حركة المواطنين ويعزّز التواصل بين المناطق

تشكل الطرقات واحدة من أهم علامات التنمية في العصر الحديث، كونها تصل بين المناطق، وتسهّل سبل الحياة، وتفتح آفاقاً جديدة للتواصل بين الناس، وتعزز الانتاج وتزيده.
في منطقة غربي بعلبك، تأخذ الطرقات هذه الأهمية وأكثر، كونها منطقة في طور النمو، وتحتاج إلى الكثير من الخدمات كي تساعدها على النهوض والانطلاق في مسيرة الانتاج.
ومن أهم هذه الطرق في المنطقة طريق كان موجوداً في قديم الزمن، قبل أن يقلّل من أهميته في المرحلة الماضية افتتاح أوتوسترادات وطرقات تربط بين زحلة، عاصمة محافظة البقاع، وبعلبك، عاصمة “محافظة” وقضاء بعلبك.
اليوم، تعود إلى هذا الطريق أهميته من خلال اهتمام اتحاد بلديات غربي بعلبك بتوسيعه وتأهيله، ليشكل واسطة اتصال جديدة بين قرى الاتحاد وليحيي منطقة واسعة من الأراضي التي كان الوصول إليها صعباً.
نائب رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك الأستاذ إبراهيم نصّار يشرح أهمية هذا الطريق ومراحل العمل فيه في لقاء خاص بـ “مجلة اتحاد بلديات غربي بعلبك”:

يقول الأستاذ إبراهيم نصار: بالنسبة لنا كاتحاد، كان مشروع الطريق هذا من المشاريع الاستراتيجية والأساسية، لكن كان هناك تريث في الإقدام على خطوة من هذا النوع، لأنه بالنسبة إلينا كنا نرى أن هذا المشروع كبير ومكلف، على الرغم من أن كل الناس كانوا مقتنعين بأولويته، لا أحد يختلف على أهميته ودوره الحيوي والأساسي، لكنه مشروع ضخم وله سلبية واحدة، أنه لا يجمع كل قرى الاتحاد. كنا نتوقع دفع مبلغ ضخم يتجاوز المليار ليرة، وفي المقابل يغطي أقل من نصف قرى الاتحاد.
ويشرح الأستاذ نصار الوضع قائلاً: في قرى الاتحاد، من الصعب أن نجد مشروعاً واحداً يجمع كل القرى نتيجة الانتشار الجغرافي لقرى الاتحاد. لكنه يضيف: في كل الحالات نحن بعد دراسة وتمحيص أخذنا قراراً وبدأنا بتنفيذ هذا الطريق في العام 2012 . وطبعاً قمنا بالإجراءات القانونية واتكلنا على الله.

وعن أهمية هذا الطريق يقول الأستاذ نصار: هو طريق يبدأ من بلدة تمنين التحتا، يمر في أراضي بلدتي تمنين الفوقا وقصرنبا، ثم بلدة بدنايل، ثم في بلدة حوش الرافقة، وفي طريقه يصل بين “النقطة الرابعة” وبيت شاما، وبالتالي على مستوى المسافات هو يختصر مسافة لا بأس بها. فمثلاً إذا أردنا أن نفترض أن شخصاً ما يريد أن يذهب من تمنين التحتا إلى حوش الرافقة، تقريباً هذا الطريق يوفر عليه نصف المسافة.

بالإضافة إلى موضوع توفير المسافة، هناك أكثر من عامل أو إيجابية يحققها هذا الطريق، ويعطي قيمة أكبر له.

يستعرض الأستاذ نصار هذه الإيجابيات بالقول:  أول أمر، أن القيام بهذا المشروع هو مشروع خارج قدرة بلدة واحدة أو بلدتين أو ثلاث. لو فرضنا أن هذا المشروع لم  ينفذه الاتحاد، فإنه لا يُنفذ إلا عبر الدولة كوزارة، وبالتالي الوزارة تحتاج إلى جهة راعية، جهة تسعى كي تدعم هذا المشروع. أما أن تفترض أن البلديات ستقوم كل واحدة منها بالتزام المسافة التي تقع في أراضيها، فهو أمر يفوق قدرتها، وثانياً هناك أراض مشتركة ليس من السهل أن يحصل تنسيق فيها. فهذه أول ميزة للاتحاد أن يهتم بهذا المشروع.

كذلك فإن الطريق يسهّل حركة مرور الناس، سواء على مستوى البلدات التي يمر بها أو على مستوى الأشخاص والمواطنين القادمين من خارج قرى الاتحاد.

وهناك موضوع حركة الطلاب والتلاميذ  في الشتاء. مثلاً في قصرنبا هناك ثانوية المصطفى، في بلدة بدنايل توجد ثانوية ومهنية، وفي تمنين التحتا توجد ثانوية، وهذه المؤسسات التربوية لها رواد وطلاب من المناطق والقرى كافة. وعلى هذا الطريق أيضاً يوجد تجمع لقرى الأطفال “أس أو أس” وبالتالي يصبح الوصول إليه سهلاً من كل المناطق. وبالإضافة إلى المهنية والثانوية، هناك أكثر من مؤسسة ومرفق موجودة على هذا الطريق أو تستفيد من هذا الطريق، وبالتالي تصبح حركة الناس باتجاه هذه المرافق وهذه المؤسسات سهلة.

وهناك كذلك موضوع تخفيف الضغط عن الطريق العام، وهذا أيضاً أمر أساسي، لدينا طرق عامة حالياً، كل ضغط السيارات والشاحنات يتركز عليها. فبالتأكيد أي ضغط ، وأي حركة سير يمكن “سحبها” عن هذه الطرقات وتحويلها إلى طريق آخر ـ الذي هو هذا الطريق المستحدث ـ يعتبر خطوة إيجابية.

إحياء المنطقة
هناك موضوع تحسين أسعار الأرض، أولاً ينشط المنطقة ويحييها لصالح من كان لديه أرض يرغب بزراعتها وبالتالي يصبح الوصول إليها سهلاً، وعندما يصبح الوصول إلى الأرض سهلاً يحسن فرص استثمارها  ويسهّل على الناس وعلى المزارعين إيصال محاصيلهم إلى الأسواق وبالتالي يخفف كلفة النقل وغيرها. كما توفر مساحات قابلة للسكن والإعمار أكثر، وهذا ينعكس إيجاباً على أسعار الأرض في كل المنطقة الواقعة  على هذا الطريق ومحيطه، والطرقات المتفرعة منه. وهذا الأمر يفرض على البلديات في الخطوات اللاحقة أن تعاين الطرقات المتفرعة من هذا الطريق وتعمل على تحسينها، خصوصاً وأن هناك جانباً كبيراً من هذه المتفرعات قد حُسّن مسبقاً،  ففي قرى مثل بدنايل وقصرنبا وحتى تمنين الفوقا يمر هذا الطريق في أراضيها المأهولة والتي أصبح فيها أحياء سكنية، وأغلب الطرقات الفرعية من الطريق باتجاه هذه القرى معبّدة سلفاً.

هناك نقطة إضافية بالنسبة لأهمية هذا الطريق. من ضمن المشاريع التي قمنا بها والتي ذكرت، هناك موضوع الجسر الذي أقيم في تمنين التحتا، حيث هناك جامعة أل آي يو فتحت فرعاً لها في تمنين التحتا على الطريق الشرقي.
بين هذه القرى وبين الجامعة هناك نهر، نهر الليطاني، وأسهل طريق للوصول إلى هذه الجامعة بالنسبة لكل قرى غربي بعلبك هو أن يمر الراغبون بذلك في قلب بلدة تمنين التحتا باتجاه منطقة الشرقي.  لقد جاء موضوع الجسر ووصله بالطريق الذي تجري الأشغال حالياً عليه (طريق تمنين ـ حوش الرافقة) ليشكّل بديلاً لطريق تمنين التحتا العام. هذا الطريق يشكل حلاً ممتازاً في موضوع انتقال رواد هذه الجامعة وطلابها، أو أساتذتها في المستقبل، ووصولهم إلى الجامعة، وبالتالي طبعاً بالتكامل مع هذا الجسر والطريق الفرعي الذي قامت بلدية تمنين التحتا بتعبيد جزء كبير منه، وهناك جزء من شرق النهر سيستكمل العمل فيه.
وكأي مشروع، هناك أيضاً أوجه سلبية، مثل غلاء الأراضي الذي يصعّب الأمر على من يرغب بشراء قطعة أرض.
ومن جملة الأمور السلبية أيضاً، أن الناس يقومون بغزو الأراضي الزراعية والبناء فيها، ما يقلّص المساحات الخضراء. لكن في النهاية يصبح القرار لدى المواطن ويرتبط بوعي المواطن من جهة وبتصنيف البلديات للأراضي، إذا كانت تعتبرها زراعية أو صناعية أو تجارية أو سكنية، فهذا يلعب دوراً أساسياً في الموضوع، ولا يمكن للاتحاد من أجل هذه القضايا  أن يمنع التنمية والتطور.

في موضوع الكلفة وطريقة التنفيذ
أولاً: الطريق هو من تمنين التحتا إلى حوش الرافقة، يبلغ طوله 6 كيلومتر تقريباً، انبثقت بعض المتفرعات منه.
هذا الطريق شمل أشغالاً عدة، قسم تم إنجازه  والقسم الآخر يتم استكماله.
من هذه الأشغال أقنية لتصريف المياه على جوانبه، تحديداً إلى الجانب الشرقي من الطريق. هناك قنوات طولية على طول الطريق تقريباً، فيها ما هو مكشوف، وهناك ما هو مقفل، وذلك حسب الضرورة.
على الطريق أيضاً تم إنجاز قنوات عرضية كي تسرّب المياه من جهة الغرب باتجاه السواقي. وعلى القنوات الطولية التي أنشئت، تم أيضاً إعداد مقاطع حتى يستطيع الناس أن يمروا إلى أراضيهم، وطبعاً حيث توجد متفرعات سيكون هناك قواطع بمعدل قاطع أو قاطعين لكل عقار. طول الأقنية التي أنجزت 5419 متر، المفتوحة 4730 متر، القنوات العرضية هي عبارة عن 100 متر.
القنوات التي جرى سقفها بلغ طولها 589 متراً في بلدتي حوش الرافقة وتمنين.  والقنوات التي يتم سقفها تعود لطبيعة المكان وخصوصاً في الأمكنة السكنية ما يفرض سقفها كاملة.
وفوق الأقنية العرضية وجانب الأقنية الطولية تم تركيب أغطية حديد بلغ عددها 65 غطاءً، ووزنها 3900 كيلوغرام .

ويضيف الأستاذ نصار: أيضاً تم إنشاء جدران دعم على جوانب هذا الطريق في أماكن الضرورة، لأن المشروع مكلف جداً، ويفوق حتى ميزانية الاتحاد مجتمعة. وبلغ حجم جدران الدعم التي بنيت 463 متر مكعب، تحديداً من الجهة الغربية، لأنه في الجهة الغربية، هناك بعض الأراضي أعلى من الطريق.

ويتحدث نائب رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك عن قيمة الأشغال المنفذة حتى الآن فيقول: عندما أعددنا دراسة للمشروع بالكلفة، قررنا أن هذا الطريق يجب أن نجهّزه للزفت، وهذا يعني معاينة الأماكن التي تحتاج إلى حجارة حيث هناك حفر بعمق 50 سم، وهناك أماكن أخرى تحتاج فقط إلى فلش “الباسكورس”، ومن ثم حدل الطريق. ولم يكن في حسابنا الأقنية، في البدء لم نكن ننوي بناءها، وعندما أجرينا دراسة دقيقة وموضوعية تبين لنا أننا إذا نفذنا الطريق بالكيفية التي تحدثنا عنها، وبدون أقنية، نكون كأننا لم نفعل شيئاً، وكأننا ننفذ طريقاً عمره قصير جداً، بحيث إنه بعد إنشاء الطريق وتجهيزه بتلك الطريقة، تفسده المياه كما تفسده السيارات.
عندما أجريت دراسات دقيقة للقنوات، تبين أن هناك جزءاً كبيراً من المبلغ ـ حوالي 700 مليون ليرة يجب أن يخصص للقنوات فقط.
وفي ملخص لما تم تنفيذه من الأشغال التي انتهى العمل منها، يمكن القول إنه تم إنجاز  القنوات، وهناك أماكن حصل فيها حفر، وبالتالي فالتراب الذي جمع تم ترحيله، وهذا الترحيل أيضاً مكلف. كما تم استبدال التراب في الأمكنة التي حفرت فيها بأحجار كبيرة، حيث تحصل عمليات حدل ورش ماء وغيرها. ولاحقاً توضع طبقة ناعمة من الديفينول ومن ثم توضع طبقة أنعم تشكل وجه الطريق. وهناك أماكن لم يحصل فيها حفر.

وفي المحصلة  ـ يقول نصار ـ ما نريد أن نصل إليه في هذا الطريق هو تجهيزه حتى يصبح قابلاً للتعبيد بدون أي كلفة إضافية.

ويتحدث الأستاذ نصار عن موضوع الأكلاف، فيقول إنها بلغت ملياراً و672 مليون و177 ألف ليرة لبنانية، وذلك بالنسبة للأشغال التي نُفذت حتى الآن، وهي ضمن كشوفات.
كما تم إنفاق مبلغ 34 مليون و775 ألف ليرة كلفة تصليح الأعطال، فمثلاً عند القيام بالحفر يتعرض خط ماء أو خط صرف صحي للضرر فيجب إعادة إصلاحه، وكذلك الأمر بالنسبة لعمود كهرباء في الطريق يجب نقله أو غيره من هذه المسائل..
وهناك مبلغ مخصص للإشراف والرقابة، لأن المهندس المشرف يحصل على نسبة من المشروع وقد بلغت قيمة هذه النسبة 41 مليون و804 آلاف ليرة. وبالتالي فإن الكلفة الاجمالية للمشروع حتى الآن بلغت ملياراً و748 مليون و756 ألف ليرة.

ويقول الأستاذ نصار إن هناك أجزاء في الطريق حتى الآن لم تستكمل، إذ أن هناك أموراً بسيطة لا تحتاج إلى عمل كثير، وهناك قنوات ووصلات يجب أن تستكمل.

أما الأشغال المتوقع تنفيذها والتي لا تزال ناقصة حتى يستكمل المشروع بأكمله فتبلغ قيمتها حسب الدراسة 190 مليون و500 ألف ليرة. الإشراف يكلف حوالي 4 ملايين و760 ألف ليرة.
ويقول الأستاذ نصار: الكلفة المتوقعة المتبقية هي كلفة دقيقة مبدئياً ، ونحن عندما وصلنا إلى هذه الأرقام بدأنا نكون أكثر دقة في كل الأعمال.
القيمة الإجمالية المتوقعة المتبقية 195 مليون و262 ألف ليرة. وبذلك تكون كلفة المشروع الإجمالية مليار وحوالي 950 مليون ليرة لبنانية.
إنه مشروع ضخم، قياساً بإمكانيات اتحاد بلديات غربي بعلبك، إلا أنه مشروع حيوي  للمنطقة كلها، يشكل أساساً لانطلاق عملية تنمية تحتاجها البلدات والقرى المنتشرة على جانبي الطريق.