مقابلة رئيس اتحاد بلديات غرب بعلبك الأستاذ زاهي الزين

ZahiElzien

رئيس اتحاد بلديات غرب بعلبك الأستاذ زاهي الزين:

قمنا بالكثير.. وما زال هناك الكثير

إنجازات كثيرة يعددها الأستاذ زاهي الزين، وهو يستعرض ما حققه اتحاد بلديات غربي بعلبك خلال السنوات الماضية.
إنجازات إنمائية تتنوع وتتعدد اتجاهاتها، لتشمل كل الجوانب الحياتية، وتؤكد على الدور الذي يقوم به الاتحاد في خدمة أهله في منطقة غربي بعلبك التي تمتد من حدود قضاء زحلة إلى أعلى منطقة الجانب الشرقي من سلسلة جبال لبنان الغربية.
رئيس الاتحاد، الذي تلتمع عيناه، ولا يتعب، وهو يعدد الإنجازات، يقول إنه ما زال هناك الكثير الذي يجب عمله، من أجل تقديم نموذج نفخر به كلنا.
ولا يفوت الأستاذ زاهي الزين لفت النظر إلى أن دور اتحاد البلديات مختلف، وإن كان لا يتناقض، مع دور البلديات، ونطاق عمله يتقاطع مع عملها، ويتكاملان معاً لرفع حرمان مزمن تعاني منه مناطقنا.
في هذه المقابلة الشاملة، إجابات عن أسئلة كثيرة حملناها للأستاذ زاهي الزين، رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك، لتضعنا في صورة عمل هذا الاتحاد في الفترة الماضية، والمشاريع التي ينوي تنفيذها في المقبل من الأيام.

ـ ماذا يعني اتحاد البلديات، وكيف يختلف دوره عن دور البلديات؟

* دور اتحاد البلديات يختلف عن دور البلدية في أمور كثيرة.
للأسف لا يوجد قانون موثق خاص بالاتحاد، وإنما هناك فصل من الفصول عن موضوع الاتحادات، في قانون البلديات.
ودور الاتحاد يقوم على الاهتمام بالمشاريع ذات النفع المشترك أو المنافع المشتركة للبلديات التي تنضوي تحت لواء  الاتحاد.
لكن هذا الأمر يلزمه التخطيط ابتداءً، أي بناءً على الحاجات وبعد دراسات ميدانية لوضع البلديات الموجودة ضمن هذا الاتحاد.
هناك شيء مختلط بين التخطيط ودور الاتحاد، نحن بناءً على المعطيات الموجودة قمنا بمشاريع كثيرة في هذا الجو، وبناءً على حاجات البلديات  الموجودة في الاتحاد.

ـ متى تأسس اتحاد بلديات غربي بعلبك؟
* تأسس الاتحاد بناءً لقرار من مجلس الوزراء رقم 19 بتاريخ 27/10/2005 ، مركزه بلدة شمسطار.

كادر مستقل: أبدي أسفي لبعض القرارات المتخذة من قبل وزارة الداخلية كحلّ بلدية جبعا، وهي بلدية قائمة منذ أربع سنوات، والتي تمّ حلّها دون أسباب وجيهة.

ـ هل يمكن أن تحدّثنا عن إنجازات الاتحاد حتى الآن؟
نحن بدأنا العمل في الولاية الأخيرة بتاريخ 17-6-2010 ، تم انتخاب الرئيس ونائب الرئيس في هذا التاريخ وبدأنا العمل. مشاريعنا كانت بناءً على جولات ميدانية مع رؤساء البلديات حددنا فيه الحاجات الأولية. في سنة 2010- 2011 كان لدينا عدد من المشاريع نعتبرها مقدمة لا بأس فيها وكل هذه المشاريع كانت بناءً على قرارات اتخذت في مجلس الإتحاد مجتمعاً وبموافقة الجميع.

تعداد المشاريع
في جردة للمشاريع التي أنجزها الاتحاد يمكن تعداد ما يلي:
تم تشجير جوانب الطرقات العامة في الاتحاد بـ 6000 شجرة.
بعد إنجاز الطريق العام من أبلح لبلدة السعيدة، والذي يمر في معظم بلدات الاتحاد، نفذ الاتحاد مشروع تركيب قطع “عين القط” على الطريق. وتساعد على التقليل بشكل كبير من احتمالات حصول الحوادث.
كما يقوم الاتحاد بتركيب الإشارات أو الآرمات التوجيهية  التي تشمل الطريق العام من تمنين إلى بلدتي السعَيدِة كفردان، وأيضاً من بيت شاما إلى المنطقة الرابعة. ويتم تركيب عدد من الأقواس الإرشادية التي تضم أسماء البلدات، أسماء الأماكن الأثرية والمقامات، لما يشكله ذلك من تنمية للسياحة الدينية.
في موضوع المشاريع اتخذ قرار في مجلس الاتحاد بشكل مبدئي انجاز البنى التحتية في طريق طوله 7 كيلومتر يمتد من بلدة تمنين التحتا مروراً بسهل بدنايل قصرنبا حوش الرافقة يمر على الطريق العام لبيت شاما النقطة الرابعة. هذا تم تنفيذه في العام 2012.  هذا طريق بعلبك القديم، وبناءً على الحاجة وجدنا أنه من الضروري أن ننفذ هذا الطريق. هذا المشروع ولّد ارتياحاً كبيراً لدى أهالي المنطقة جميعاً، ويخدم موضوع التواصل.
المشروع الرابع هو مشروع تعبيد الطرقات العامة مع إنشاء جوانب لها. المشروع نفذ بناءً على دراسة قامت بها شركة آرش. كل بلدية حسب حجمها، إذ بالتقسيم المالي هناك كوتا معينة. كان الاتحاد السابق قد أطلق هذا المشروع، وكان هناك إصرار عليه كونه يشكل حالة انمائية وخدماتية للناس وحاجة. وعلى الرغم من أنه كان لدينا أولويات أخرى قبل هذا الموضوع، إلا أنه، ونزولاً عند رغبة الإخوان وحاجة الناس، نفذنا هذا المشروع بمبلغ مليار وثلاثمئة وخمسين مليون ليرة.
المشروع الخامس هو إنشاء محطات ليقف فيها الركاب على الطريق العام الذي يربط بلدات الاتحاد فيما بينها وبالمناطق الأخرى. لاحظ الأخوة انه من المفترض أن يكون هناك محطات في الطريق وذلك من باب الاهتمام بالناس لأنها تقي المواطنين المتنقّلين أمطار وبرد الشتاء وحرّ الصيف، فأنشأنا في كل بلدة محطة للركاب.
وفي إطار  المشاريع الخدماتية الإنمائية الكبرى أنجز الاتحاد بناء جسر في سهل تمنين على نهر الليطاني، يصل منطقة الغربي بمنطقة شرقي بعلبك عبر الأوتوستراد بما يخفف الوطأة عن الطرقات الرئيسية في بلدات تمنين وقصرنبا وبدنايل وغربي بعلبك للوصول إلى الأوتوستراد الشرقي.
في الموضوع الزراعي هناك بروتوكولات وقعت مع وزارة الزراعة ومع مؤسسة جهاد البناء الإنمائية من أجل تقديم خدمات للمزارعين ورعاة الماشية، وتنظيم دورات في مجالات مختلفة لرفع مستوى الوعي الزراعي.
ومع وجود مئة وعشرة آلاف شجرة كرز في منطقة الاتحاد، كان القرار بتنظيم مهرجان للكرز، فأقيم مهرجان الكرز عامي 2010 و2011  بالتعاون مع وزارة الزراعة ومكتب التعاون الإيطالي، وكانا مهرجانين ناجحين جداً.
ومن الاهتمامات أيضاً موضوع مياه اليمونة الملوّثة، حيث يسعى الاتحاد إلى ترميم خط الصرف الصحي الموجود في اليمونة من أجل عزل التلوّث الذي يصيب خط المياه الذي يشكّل عصباً أساسياً للحياة في المنطقة.
وخلال المرحلة الماضية كان للاتحاد إطلالته على الخارج، حيث بنى علاقة شراكة وتعاون مع جهات إيطالية فاعلة أهمها أكبر جمعية بلديات إيطالية  تسمّى “الأنشي”. وقد زار رئيس الاتحاد مع بعض أعضاء مجلس الاتحاد إيطاليا وتم توقيع بروتوكول تعاون مع الجمعية عام 2011 ، كما قامت وفود إيطالية بزيارة الاتحاد مرتين، في الأولى كان الزائر خبيراً سياحياً، للاطلاع على الامكانيات السياحية لبلدات الاتحاد ولا سيما قلعة قصرنبا. وهناك في المستقبل نواة مشروع مشترك بين الاتحاد والجمعية الإيطالية ووزارة الزراعة، يكون مشروعاً سياحياً زراعياً لمنطقة غربي بعلبك.
كما زار لبنان نائب رئيس الجمعية الوطنية للبلديات الإيطالية وتم الاتفاق معه على بعض الأمور التي تخدم التعاون مع الاتحاد، ولا سيما في ما يتعلق بهذا المشروع.
زيارة خارجية أخرى قام بها نائب رئيس الاتحاد إلى تركيا، وكانت زيارة اطلاع على بعض الآليات الفعّالة لتعبيد الطرقات.
على المستوى الجمالي زرعنا خط الوسط الذي يمتد من الطيبة إلى أول مدخل بريتال. المهندسة الزراعية حسناء حيدر عضو مجلس بلدية بدنايل كانت هي المشرفة، تابعت موضوع الرش ولا زالت تتابع هذا الموضوع.
من المشاريع البيئية الجمالية مدخل بعلبك ـ الهرمل الذي يبدأ من تمنين، ونحن قمنا بدورنا كاتحاد، وتم زرع خط الوسط وكانت النتيجة جميلة جداً.
وكذلك تم تزويد مدرسة كفردان بمولد كهربائي، تزويد مخفر شمسطار بتجهيزات ولوازم، تزويد مخفر بيت شاما بمدفأة، تحمل أجرة نقل طلاب ثانوية بدنايل لحضور معرض الكتاب في الأونيسكو في بيروت.
ومن المشاريع التي نقوم بتنفيذها عام 2013 وقد بدأنا بها عام 2012 ونقوم بإكمالها الآن مدخل مثلث حدث بعلبك عيون السيمان النبي رشادة كفردان.

ـ لا بدّ أن لديكم إنجازات على الصعيد التربوي.

نعم بالتأكيد، على المستوى التربوي كان هناك حيز للطلاب، فهؤلاء إخوتنا وأولادنا،ونجد من الواجب الاهتمام الكبير بهم. أول مشروع نفذ عام 2011 هو مشروع دعم السكن الجامعي في بيروت، وهو خدم الطلاب الذين لا يوجد لهم اختصاص في المنطقة ولا بد أن يتعلموا في بيروت ، فقد تمت مساعدتهم بمبلغ لا بأس فيه، كل بلدية حسب ما لديها من طلابها. دفعنا بدل إيجار السكن الجامعي في بيروت، وهذا مشروع متكامل بين كل الاتحادات، وقد كان مشروع ناجحاً جداً.
ساعدنا نحن سنة ثم انتقل الموضوع إلى البلديات.
أيضاً في السياق التربوي كان لدينا في عام 2011 مشروع أكملناه في 2012 وهو موضوع التقوية لطلاب الشهادات الثانوية، من خلال الساعات الإضافية. وهذا المشروع سنكمل به بإذن الله.
كذلك في السياق التربوي، أطلقنا مشروع الكشف الصحي المدرسي في سنة 2012.

ـ هناك نشاطات أخرى بالتأكيد

قمنا بتقديم مساعدات للجمعيات التي لا تتوخى الربح، إذ تم تقديم مساعدة لجمعية هيئة دعم المقاومة الإسلامية وهبة للتجهيزات للمديرية العامة للدفاع المدني في شمسطار وبدنايل. وتم تقديم مساعدة لاتحاد المقعدين في البقاع، ومساعدة لقصرنبا، ومساعدة لدائرة النفوس في شمسطار،ومساعدة لمركز الأمن العام في شمسطار، ومساعدة لقائممقامية بعلبك.
كذلك يقوم الاتحاد بتغطية نفقات المخيم التدريبي سنوياً في مخيم السيد عباس بمشاركة أعضاء مجلس الاتحاد.
هناك طبعاً نشاطات أخرى في عيد الأضحى في مولد الإمام علي (ع)، في عاشوراء، استضافة زيارة ميدانية لمراقبة الاتحاد الأوروبي للمقعدين.

ـ هذه المشاريع والانجازات بحاجة إلى جهاز إداري كبيروتجهيزات متكاملة للقيام بها، فكيف استطعتم تأمين هذا الجهاز؟

عندما بدأنا العمل في الاتحاد، أول خطوة قمنا بها، هي تأمين التجهيزات اللازمة للاتحاد، تم تجهيز الاتحاد بكافة الأمور التقنية والفنية من لوازم وآليات. من موضوع الأثاث، الانترنت، وحتى على مستوى الأفراد، فقد تم تعيين رجلي شرطة ، وتم توظيف حاجب وسائق آخر إضافة للسائق الذي كان موجوداً.. أيضاً أصبح لدينا أمانة سر وهي نفسها الكاتبة في الاتحاد.
في عام 2012 تم شراء 12 آلية لجمع النفايات. وهذا نعتبره من المشاريع الكبيرة. هذا المشروع اتخذ قرار فيه في مجلس الاتحاد بناءً على حاجة موجودة. في بعلبك يتم إنشاء معمل لجمع النفايات وتدويرها على مستوى البقاع. ونحن سوف نلاقيهم في هذا المشروع.

ـ وهل كان هناك تعاون مع المجتمع الأهلي من أجل مساعدتكم في تنفيذ مشاريعكم؟

عندما بدأنا العمل في الاتحاد شكلنا لجنة تنمية، قوامها ستة أشخاص، مؤلفة من الدكتور فؤاد الحاج حسن بصفة علاقات دولية، الدكتورة راغدة المصري تنمية بشرية، المهندسة حسناء حيدر مهندسة زراعية، الأستاذ مهدي دياب تربية، سمر الطفيلي مديرة جمعية المعاقين في البقاع، هذا أيضاً كان من ضمن اهتماماتنا ومستوى التعاون مع الجهات الآخرى. وهؤلاء كانوا شبه مجلس يفيدوننا في بعض المجالات.

المشاريع المستقبلية
ـ هذه القائمة من الإنجازات بحاجة إلى استكمال، وما زال أمامكم ثلاث سنوات من العمل، فما هي المشاريع المستقبلية التي تخططون لها؟

هناك العديد من المشاريع المستقبلية التي نعمل لتحقيقها.
نحن اتخذنا  قرارات في مجلس الاتحاد بإنشاء ملاعب ميني فوتبول على كل نطاق الاتحاد، بنسبة ملعب في كل بلدة، ما يعني إنشاء 19 ملعباً، لأن الجانب الرياضي جانب إنمائي بشري مهم، كونه يهتم بالشريحة الشبابية، وقد باشرنا بتنفيذ هذه الخطوة، وانتهينا من إعداد الدراسات اللازمة.
المشروع الثاني الذي أخذنا قراراً بتنفيذه هو تجميل مداخل القرى وبلديات الاتحاد ابتداءً من تمنين وحتى آخر نقطة في الاتحاد. سيتم تجميل هذه المداخل وإنشاء أرصفة، بشكل متناغم يدل على انسجام هذه القرى مع بعضها بعضاً.
من الأمور التي أرغب بذكرها موضوع نهر الليطاني، فالليطاني يعتبر ثروة ومصدراً مهماً للمياه، لأنه يمر في كل بلدات الاتحاد. هذا المجرى بدل أن يكون مصدراً للثروة الكبيرة الحيوية تحول إلى أزمة لأنها أصبح ملوثاً ويضر الزراعات، إذ أن بعض المزارعين يحاولون الاستفادة منه بشكل سلبي. قمنا ببعض الاتصالات حول الموضوع، ونريد أن نوجه تمنياً للإدارات المعنية في الدولة ومطالبة جدية بأن يكون هناك اهتمام بمعالجة هذا الأمر كونه أكبر من قدرة الاتحاد.
لدينا مشروع إنشاء محطة للصرف الصحي لا تزال ضمن الوعود المرتقبة من قبل الدولة، وحصل أكثر من اجتماع مع مندوبين من وزارة البيئة، ووعدوا أنه خلال ثمانية أشهر أو سنة على الأكثر سيتم البدء بإنشاء المحطة وبدراسة لإنشاء خطوط صرف صحي لكامل البلديات التي توازي نهر الليطاني. هذا مشروع مزمع إنشاؤه، لكن حتى الآن لم يبدأ العمل به بعد.
وقد أخذنا قراراً بإنشاء محمية في غربي بعلبك بالتعاون مع وزارة الزراعة، ولدينا نية بإنشاء مشتل زراعي من أجل تغذية المحمية المزمع إنشاؤها.
أيضاً هناك قرار بإنشاء مسلخ رئيسي لكل الاتحاد لأنه لدينا عدد كبير من الملاحم. أيضاً هناك عمل لإنشاء سوق للخضار أيضاً بالتعاون مع وزارة الزراعة.

المشاكل

ـ مقابل كل هذا الطموح، والعمل المستمر، هناك مشاكل عديدة تواجهكم، فما هي أهم هذه المشاكل؟

أبرز المشاكل اتي تواجه عملنا هي المشاكل المالية، فمثلاً نحن الآن في سنة 2013  وحتى الآن لم تصلنا موازنة سنة 2012. هذا يحتاج إلى حل مع الدولة. نحن نقوم بمراجعات حثيثة ودؤوبة، وكأنه لا جواب عند الوزارات المختصة.
من المعروف أن لدينا مصدرين للتمويل: مصدر الصندوق البلدي المستقل الذي هو نفسه يقدم التغذية المالية للاتحادات مثلما تغذية البلديات على عدد الأنفس أو ما شابه ذلك. أيضاً هناك ما يعرف بمشاريع إنمائية تقوم وزارة الداخلية باقتطاع تكاليفها من أي موازنة من موازناتها وتعطيها للاتحادات وللبلديات الصغيرة المؤلفة من تسعة أعضاء و12 عضواً. أيضاً هذه البلديات في سنة 2012 حصل فيها مشكلة. وحصلت مشكلة مركبة عندنا أيضاً، وهي تتمثل بأن مشاريع التنمية لم تصل. والمشكلة الثالثة على المستوى المالي هي تخفيض نسبة الأموال التي كانت مخصصة للبلديات سنوياً من الصندوق البلدي المستقل. يعني نحن في سنتي2011 و 2012  ومع مشاريع التنمية تم تخصيص  مبلغ 860 مليون ليرة من الصندوق البلدي المستقل و230 مليون ليرة مشاريع تنمية فيصبح المجموع أكثر من مليار ليرة. أما الآن فقد خصص الصندوق البلدي عن سنة 2013 660 مليون ومشاريع تنمية 195 مليون، فهذا الأمر سبّب حالة نقص. ونحن كنا قد وضعنا خططنا بناءً على الموازنة القديمة، أي الموازنة التي كانت تحول سابقاً من وزارة المالية. فهذا أيضاً سبب نقصاً وسبب حالة اضطراب وتأجيل لبعض المشاريع.

تفاعل البلديات مع الاتحاد

ـ كيف تنظرون إلى العلاقة مع البلديات التي يضمها الاتحاد، وهل هناك تنسيق بينكم وبينهم؟

هناك تناغم يصل مع بعض البلديات إلى حد الانسجام الكبير، لكن هناك بعض البلديات التي نسعى إلى رفع مستوى التعاون معها، وهذا يعود لرئيس البلدية أو للمجلس البدي. بشكل عام الأمور تسير بشكل جيد.
هناك بعض العراقيل وبعض الصعوبات التي نواجهها مع بعض رؤساء البلديات الذين لا يتجاوزون البلدية أو البلديتين. في النهاية نحن نقرر مجتمعين، والتنفيذ عند الرئيس التنفيذي، أي رئيس الاتحاد ونائب الرئيس، لكن في النهاية القرار يتخذ في مجلس الاتحاد مجتمعاً.

أود أن ألفت النظر إلى أن القرار الذي يتخذ في مجلس الإتحاد أو مجلس البلدية هو نافذ حتى ولو لم يوافق رئيس البلدية أو رئيس الاتحاد. وهذا ما تنص عليه المادة 28 من قانون البلديات التي يسري مفعولها على كل البلديات، وإذا أخذ مجلس الاتحاد أو مجلس البلدية قراراً فواجب الجميع أن ينفذوا من دون اعتراض.

كلمتك الأخيرة بعد هذه الجولة الواسعة على شؤون وشجون الاتحاد

أتمنى على الدولة أن تسدد “المكسورات” المترتبة للبلديات والاتحادات، وأن يكون هناك دراسة أو رؤية أوسع عند الدولة، خاصة عند الوزارة المختصة، لعمل البلديات، خاصة في الموضوع المالي، وحتى في الموضوع القانوني.
أتمنى أن يكون هناك قانون شامل وعام للاتحادات  يعطي الاتحادات صلاحية أكبر حتى تستطيع أن تنفذ المشاريع.
حتى في موضوع القرارات الرئاسية، القرارات الرئاسية مثل البلدية، تصور لدي 12 بلدية، أتخذ قراراً رئاسياً مثلي مثل أي بلدية تخدم بلدة واحدة. في موضوع القرار الرئاسي على مستوى الصرف ليس لي حق أن أصرف أكثر من ثلاثة ملايين ليرة في القرار الرئاسي، مع العلم أننا حتى الآن لم نصرف أي قرار على المستوى المالي إلا مجتمعين لأن مصلحة الناس واحدة في النهاية.

الاتحادات البلدية: دور أساسي في عالم التنمية والخدمات

ZahiElzien
بمجرد أن يسمع أي امرئ منا بكلمة بلدية، تعني له بالترجمة البديهية خدمات وتنمية وغير ذلك من الضروريّات والحاجات الملحّة للمواطن. وإن دلّ ذلك على شيء فإنّه يدل على مدى الترابط الوثيق المفترض بين البلدية وبين الناس على مستوى الخدمات والتنمية بشكل عام، وخاصة في مناطقنا المحرومة منذ عقود.
ولكن إذا حاولنا تطبيق بعض القواعد التشاركية بين البلديات وبين المجتمع بأن للمواطن حقوقاً وعليه واجبات فإننا نرى أن كثيراً من مفردات وتفاصيل تلك القاعدة تبقى في إطار النظريات، ولا ترقى إلى مستوى التطبيق، وأقصد بذلك الاثنين معاً، أي البلديات والمجتمع، لأن واجب المواطن يتعدّى سداد الرسوم المتوجّبة عليه قانوناً إلى علاقة تشاركيّة أكبر من ذلك مع البلديّة كمؤسسة بكل عناصرها ومكوناتها.
وحتى يكتمل عقد التعاون بين البلدية والمجتمع، فإن البداية تكمن في دور البلدية كمؤسسة راعية لشؤون هذا المجتمع، بأن نبدأ بخطوات تتعدّى ما يحقّ لها من حقوق عند المواطن كالرسوم والضرائب إلى ما يعمق الترابط والصلة بالمجتمع من خلال مشاريع إضافيّة تلامس حتـّى شعور المواطن وتحفّزه باتجاه بناء الثّقة المتبادلة ليصبح التعاون أمراً واقعاً واعتباره أنّ وجود البلدية كمؤسسة ضرورة كبيرة في حياتنا.
ويبقى موضوع التعاون بين البلدية والمجتمع تمنّياً إن لم يخرج إلى عالم الفعل والإرادة، ويلزم ذلك ثقة متبادلة بعد قيام كل منا بدوره باتجاه بعضنا البعض، بخروج البلدية من إنماء الحجر والجمادات إلى إنماء عام وشامل، لأن البشر هم الأساس في كل عوامل التنمية لأنهم المصدر والمحرّك والمتلقي لها.  فيجب على البلديات الاهتمام بشؤون اجتماعيّة وتربويّة وثقافيّة، حتـى إلى أدنى درجات الحاجة في مجتمعاتنا، ما يحفّز هذا المجتمع ويدفعه للانخراط في لعب دور معيّن في مشاريعها وأدوارها، لأنّ التشاركيّة تبني الثّقة المتبادلة وتحسّن ظروف النجاح لكل المشاريع والأهداف المتوخّاة.
والاتحادات أيضاً لها دور أساسي في عالم التنمية والخدمات، وإن اختلف الأمر على مستوى العلاقة بين البلديّة وبينه في الجانب القانوني، فهي تشكل إطاراً جامعاً للبلديات التي تنضوي في كنفها وتقوم بانجاز المشاريع ذات النفع المشترك لتلك البلديّات.
لا أخفي ـ كاتحاد ـ أننا نقوم في كثير من الأحيان بما يجب أن تقوم به البلديات من خدمات، وهذا ما يفترض أن يعزز التماسك بين البلديات والاتـحاد، إضافة إلى مهامه الرئيسية الشاملة ومشاريعه المقرره. لكن مع كل ذلك فإن الاتحاد يشكل قيمة تنموية إضافيّة بما يقدمه للبلديات وللمجتمع، وهذا واجب علينا تأديته.
أخيراً، للإنصاف، وبعد مضي ثلاث سنوات ونيف من سنوات العمل في الاتحاد، وبناء على ما نراه في واقعنا لجهة إنجاز المشاريع وتطور العمل الإنمائي والخدماتي في منطقتنا وذلك بجهود مجلس اتـّحاد بلديات غربي بعلبك وبمؤازرة ومواكبة جمعية العمل البلدي في حزب الله – البقاع، أستطيع القول إنّ المشاريع التي نفذت أوجدت حيّزاً من الحركة التنمويّة العامّة والشاملة الملموسة في غربي بعلبك.
رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك
زاهي الزين