العمل البلدي يحقق الانطلاق الكبرى للتنمية

MohamadYage
مسؤول منطقة البقاع في حزب الله
النائب السابق الحاج محمد ياغي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أفضل الخلق وأعز المرسلين سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
العمل البلدي هو أساس في تأمين الخدمات والمتطلبات الضرورية والحيوية لكل مدينة وبلدة، والعمل البلدي هو عمل تطوعي يهدف إلى تقديم خدمة أفضل للناس وللمجتمع.
وفي منطقة بعلبك ـ الهرمل شهد العمل البلدي انطلاقة كبرى مع إجراء الانتخابات البلدية الأولى عام 1998، حيث تحول إلى رافعة تنموية أساسية أدت إلى تحقيق العديد من المشاريع التي كانت المنطقة تحلم بها.
لقد تحقق هذا التطور الكبير على صعيد المنطقة بفضل الجهود المبذولة والتعاون القائم بين البلديات والنواب والوزارات والمؤسسات الرسمية وهيئات المجتمع المدني.
لقد عملت هذه المنظومة مجتمعة من أجل مصلحة المنطقة، وكنا في حزب الله على رأس قائمة المتعاونين مع هذه الهيئات الرسمية والشعبية، وقدّمنا كل الدعم الممكن، وساهمنا في العديد من التحركات والنشاطات التي هدفت إلى تحريك العمل، وتخليص المنطقة من الحرمان الذي عانت منه على مدى عقود، ويمكننا القول إننا تمكنا من تحقيق نسبة كبيرة جداً من حاجات المنطقة. ونحن نعمل بجدّ واجتهاد، وبكل ما يمكننا من طاقات، من أجل تحقيق ما تبقى من احتياجات أساسية، وذلك من أجل أن تنصرف الهيئات المنتخبة إلى إطلاق مشاريع التنمية البشرية، التي ترفع من شأن الانسان وتحقق تطلعاته الكبرى في عيش حياة كريمة دون أي منغصات.
إلا أن العلاقة بين البلديات والدولة لم تكن دائماً على ما يرام.  فللأسف، الدولة مقصرة في تعاملها مع البلديات، وما زالت منطقة بعلبك الهرمل تتعرض للاهمال والحرمان منذ دولة الاستقلال وحتى الآن، حيث تحرم الدولة البلديات والاتحادات من مستحقاتها المالية، إلا أن الوضع بدأ بالتحسن، لأن المنطقة أصبح لديها رجال قادرون على المطالبة بحقوقهم، من نواب ووزراء المنطقة، اضافة إلى رؤساء البلديات واتحادات البلديات.
إن الانجازات التي تحققت أكثر من أن تُعد، وهي تشمل مجالات عديدة، سواء على مستوى البنية التحتية، لجهة الطرقات التي تم شقّها وتعبيدها، أو لجهة موضوع الكهرباء، حيث تمت إعادة تجهيز المنطقة بمحطات كهربائية محلية قادرة على تغطية النمو الهائل لعدد السكان، أو على مستوى المياه، إذ أن هناك العديد المشاريع التي خفّفت بشكل كبير من الأزمة التي كانت المنطقة تعاني منها في هذا المجال، وكذلك على صعيد مشاريع الصرف الصحي في العديد من المناطق.
ومع كون منطقتنا هي منطقة زراعية في الأساس، فإن ما تحقق من إنجازات في المنطقة يلبي جزءاً كبيراً من طموحاتنا، حيث أن هذه الانجازات نجحت في تحريك القطاع الزراعي وتأمين الكثير من البدائل للمزارعين، في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها وطننا.
وعلى الصعيد البيئي حققنا في المنطقة إنجازاً كنا ننتظره منذ زمن، وهو معمل فرز النفايات في منطقة بعلبك، وهو المعمل الذي يمكنه أن يخدم المنطقة بأكملها عند بدء العمل فيه، مما يوفر على البلديات أعباء مالية ضخمة، كما يجعل مناطقنا  نظيفة بيئياً.
ولعلّ أعمال التشجير المنتشرة في المنطقة من أقصاها إلى أقصاها أكبر دليل على رؤية بيئية عميقة تحكم عمل الجهات المعنية بنشر غطاء أخضر جميل، ينسجم مع الطبيعة الزراعية للمنطقة، ويعطي جمالية كبرى بدأنا نشهد بواكيرها في الكثير من المناطق.
وهنا لا بد من توجيه الشكر لعدد من الوزراء الذين تجاوبوا بشكل مميز مع منطقتنا، وفي مقدمتهم وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن، ووزير الأشغال العامة الأستاذ غازي العريضي، الذي تعامل مع المنطقة على أنها منطقته، وقدّم لها الكثير، دون أن نقلّل من أهمية تعاون العديد من الوزراء الآخرين.
ولا شك أن ما تقوم به الاتحادات البلدية من عملية تنمية تكاملية شاملة مع البلديات هو مصدر ارتياح كبير في المنطقة، ونخص بالذكر الجهد الذي يبذله اتحاد بلديات غربي بعلبك الذي يقدم نموذجاً يُحتذى في هذا المجال.
إننا في حزب الله نؤكد عهدنا على البقاء واقفين في صلب العملية التنموية في المنطقة، نقدّم أقصى ما نستطيعه من أجل رفع الحرمان عن أهلنا، وتحقيق أهداف التنمية على مستوى المنطقة، ومستوى لبنان ككل.