الاتحادات البلدية: دور أساسي في عالم التنمية والخدمات

ZahiElzien
بمجرد أن يسمع أي امرئ منا بكلمة بلدية، تعني له بالترجمة البديهية خدمات وتنمية وغير ذلك من الضروريّات والحاجات الملحّة للمواطن. وإن دلّ ذلك على شيء فإنّه يدل على مدى الترابط الوثيق المفترض بين البلدية وبين الناس على مستوى الخدمات والتنمية بشكل عام، وخاصة في مناطقنا المحرومة منذ عقود.
ولكن إذا حاولنا تطبيق بعض القواعد التشاركية بين البلديات وبين المجتمع بأن للمواطن حقوقاً وعليه واجبات فإننا نرى أن كثيراً من مفردات وتفاصيل تلك القاعدة تبقى في إطار النظريات، ولا ترقى إلى مستوى التطبيق، وأقصد بذلك الاثنين معاً، أي البلديات والمجتمع، لأن واجب المواطن يتعدّى سداد الرسوم المتوجّبة عليه قانوناً إلى علاقة تشاركيّة أكبر من ذلك مع البلديّة كمؤسسة بكل عناصرها ومكوناتها.
وحتى يكتمل عقد التعاون بين البلدية والمجتمع، فإن البداية تكمن في دور البلدية كمؤسسة راعية لشؤون هذا المجتمع، بأن نبدأ بخطوات تتعدّى ما يحقّ لها من حقوق عند المواطن كالرسوم والضرائب إلى ما يعمق الترابط والصلة بالمجتمع من خلال مشاريع إضافيّة تلامس حتـّى شعور المواطن وتحفّزه باتجاه بناء الثّقة المتبادلة ليصبح التعاون أمراً واقعاً واعتباره أنّ وجود البلدية كمؤسسة ضرورة كبيرة في حياتنا.
ويبقى موضوع التعاون بين البلدية والمجتمع تمنّياً إن لم يخرج إلى عالم الفعل والإرادة، ويلزم ذلك ثقة متبادلة بعد قيام كل منا بدوره باتجاه بعضنا البعض، بخروج البلدية من إنماء الحجر والجمادات إلى إنماء عام وشامل، لأن البشر هم الأساس في كل عوامل التنمية لأنهم المصدر والمحرّك والمتلقي لها.  فيجب على البلديات الاهتمام بشؤون اجتماعيّة وتربويّة وثقافيّة، حتـى إلى أدنى درجات الحاجة في مجتمعاتنا، ما يحفّز هذا المجتمع ويدفعه للانخراط في لعب دور معيّن في مشاريعها وأدوارها، لأنّ التشاركيّة تبني الثّقة المتبادلة وتحسّن ظروف النجاح لكل المشاريع والأهداف المتوخّاة.
والاتحادات أيضاً لها دور أساسي في عالم التنمية والخدمات، وإن اختلف الأمر على مستوى العلاقة بين البلديّة وبينه في الجانب القانوني، فهي تشكل إطاراً جامعاً للبلديات التي تنضوي في كنفها وتقوم بانجاز المشاريع ذات النفع المشترك لتلك البلديّات.
لا أخفي ـ كاتحاد ـ أننا نقوم في كثير من الأحيان بما يجب أن تقوم به البلديات من خدمات، وهذا ما يفترض أن يعزز التماسك بين البلديات والاتـحاد، إضافة إلى مهامه الرئيسية الشاملة ومشاريعه المقرره. لكن مع كل ذلك فإن الاتحاد يشكل قيمة تنموية إضافيّة بما يقدمه للبلديات وللمجتمع، وهذا واجب علينا تأديته.
أخيراً، للإنصاف، وبعد مضي ثلاث سنوات ونيف من سنوات العمل في الاتحاد، وبناء على ما نراه في واقعنا لجهة إنجاز المشاريع وتطور العمل الإنمائي والخدماتي في منطقتنا وذلك بجهود مجلس اتـّحاد بلديات غربي بعلبك وبمؤازرة ومواكبة جمعية العمل البلدي في حزب الله – البقاع، أستطيع القول إنّ المشاريع التي نفذت أوجدت حيّزاً من الحركة التنمويّة العامّة والشاملة الملموسة في غربي بعلبك.
رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك
زاهي الزين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *