اتحاد غربي بعلبك والثانويات: تعاون يُنتج مستوى تعليمياً مرموقاً وصحة مدرسية أفضل
اتحاد غربي بعلبك والثانويات:
تعاون يُنتج مستوى تعليمياً مرموقاً وصحة مدرسية أفضل
تتعدد مجالات التعاون بين اتحاد بلديات غربي بعلبك وبين المجتمع الأهلي، ومن ضمن أوجه هذا التعاون المجال التربوي، حيث كان للاتحاد بصمات مهمة في ثانويات المنطقة الرسمية الأربع، تمنين التحتا، بدنايل، شمسطار وطاريا.
الاتحاد كان حاضراً، وقدّم مساهمة كبيرة في رفع مستوى هذه الثانويات، سواء من خلال مشروع الدعم المدرسي، المتمثّل في تقديم بدلات الساعات الإضافية التي تقدّم للطلاب في الصفوف التي تخضع للامتحانات الرسمية، أو من خلال الكشف الصحي المدرسي الذي تم بالعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية، والذي قدم خدمة الكشف الطبي لكل الطلاب في الثانويات الأربع، وساعد في الكشف عن العديد من الحالات التي تتطلب المتابعة.
يقول الهلي، وقد شملت من
أستاذ أكرم الحاج حسن، مدير ثانوية شمسطار الرسمية إن فكرة تقديم دعم دراسي لطلاب الشهادات بدأت في العام الدراسي 2011-2012، واستمرت في هذا العام الدراسي، بحيث نقدّم ساعات دعم أيام العطل والجمعة والأحد، خاصة وأننا في منطقة تحصل فيها عطل بسبب الظروف المناخية القاسية، وبسبب الإضراب الذي حصل في هذا العام.
ويضيف: اتحاد بلديات غربي بعلبك يغطي كلفة أجور الساعات التي نقدمها للأساتذة، وهذا مشروع ممتاز، بحيث يتوجه مباشرة لمصلحة الطالب، وقد ظهرت آثاره في العام الماضي، حيث إن ثانويات المنطقة التي طبّق المشروع عليها كان فيها نسبة نجاح مرتفعة، لساعات الدعم حصة كبيرة فيها.
ويتحدث الأستاذ الحاج حسن عن تكامل هذا المشروع مع خطوة ممتازة هي خطوة الكشف الصحي، ويقول: نحن في كل سنة كنا نقوم بكشف صحي، وفي العادة ترسل لنا الوزارة طبيباً ويأخذ أجره من المدرسة، ولكن عادة ما يكون الكشف شكلياً، وعادة ما يكون الطبيب هو طبيب صحة عامة وليس طبيباً اختصاصياً بحيث يقدّر حالة كل طالب، ويعطي كل طالب حقه من الاهتمام.
وفي هذه السنة قام الاتحاد بخطوة متقدمة بحيث قام بكشف متكامل تقريباً، وبقي الكشف مدة 4 أيام وأخذ كل طالب حوالي ربع ساعة، وخاصة العيون.
ويؤكد الأستاذ الحاج حسن أن الاتحاد هو الذي عرض المساعدة، مردفاً: نحن قمنا بتوجيه كتاب شكر للاتحاد، وكان الكتاب عن قناعة تامة، حيث إنه في العادة نحن من نلاحق المؤسسات التي يمكنها المساعدة والتي لا تقدّم المساعدة إلا بعد الكثير من الجهد والتعب من قبلنا، وأما الاتحاد فهو من كان يلاحقنا لمتابعة سير العمل ومتابعة ساعات الدعم المدرسي، فأقل واجباتنا تجاههم هو تقديم الشكر لهم.
الأستاذ جمال سليمان مدير ثانوية نبيل أديب سليمان الرسمية في بدنايل يتحدث عن تجربة الكشف الصحي المدرسي فيقول:
أنا صراحة لم أكن قد جربت الكشف الصحي لدى الهيئة الصحية الاسلامية، وكنت أعتبر أن الموضوع مجرد ديكور، ولكن عندما بدأ الكشف الطبي انبهرت وأحسست أن هناك كشفاً طبياً حقيقياً وكأنه قد حضرت 4 عيادات إلى الثانوية، عيادات فعلية، وليست شكلية، حيث تم تنظيم ملفات واستمارات، وقد تم تدوين كل شيء، وتمت ملاحقة الطلاب ومتابعتهم. وكان الطالب الذي يعاني من ضعف في النظر يتم نقله إلى عيادة متخصصة بنسبة أعلى.
ويضيف الأستاذ سليمان: أنا رفعت كتاباً لوزارة التربية وطلبت أن يكون الكشف الطبي السنوي عن طريق الهيئة الصحية الاسلامية، وقد تمت الموافقة على هذا الموضوع.
وأما بخصوص الساعات الاضافية، فهي أيضاً مبادرة عمرها سنتان.
يقول الأستاذ سليمان: لدينا ثانوية بدنايل مستويات عالية ونسب نجاح مرتفعة، وهذا بفضل أننا منذ حوالي منتصف تشرين الثاني عندنا يوما تدريس إضافي الجمعة والأحد، وأيام الدعم الإضافي متعلقة بدعم في المواد الاساسية.
ويؤكد الأستاذ سليمان: الاتحاد هو الداعم الأساسي لهذا المشروع، فهذه الساعات الإضافية لا تقوى الثانوية الرسمية على تحملها بسبب قلة الموارد المالية لديها.
بالمقابل لكي نفتخر بهذه النتائج يجب علينا تقدير فضل الاتحاد الذي قام بهذا المشروع، نجاحنا هذا مشترك ما بين هيئة تعليمية وهيئة ادارية واتحاد ومجتمع مدني.
ويختم الأستاذ سليمان قائلاً: يجب علي أن أذكر الحقيقة، حقيقة أن الاتحاد يقوم بجهد فعلي وحقيقي، هذا الاتحاد الذي يقدم خدمات مميزة للمواطنين ولأولاد هذه المنطقة المحرومة.
مدير ثانوية تمنين التحتا الرسمية الأستاذ منير سمعان يقول إن اهمية المشاريع هي في أن المدرسة الرسمية عدد الساعات فيها محدود. ومن هنا تبرز أهمية هذه الساعات الإضافية التي قدمناها للطلاب، وقد استفاد جميع طلاب صفوف الشهادات الرسمية في السنتين الماضيتين منها، ولذلك نؤكد شكرنا للاتحاد على هذه الخطوة.
وحول برنامج الصحة المدرسية يقول الأستاذ سمعان: ما قدمته تجربة الهيئة الصحية الاسلامية التي تعاونت مع اتحاد بلديات غربي بعلبك، من الوجهين أفضل، من الناحية المادية تقوم بتقدمة هذه الناحية مجاناً، ثم من الوجه الثاني الذي هو صحة الطالب، هناك أطباء متخصصون، ويتم الكشف على الطالب من قبل 3 أطباء، وبشكل متتالٍ، وفعلاً اكتشفنا العديد من الحالات التي تحتاج إلى رعاية، وقد قام الاطباء بعمل استمارات للطلاب الذين يعانون من المشاكل، وعرضوا مساعدة على الطلاب الذي يعانون من مشاكل تحتاج لمتابعة، بحيث تتكفل الهيئة الصحية بمتابعة علاج هؤلاء الطلاب مجاناً، وبالتالي لم نقم فقط بتوصيف الحالة وتحديد الطلاب الذين يعانون من المشاكل، الأهم من أي شيء أن الطالب يستطيع المتابعة مع الطبيب المختص.
الأستاذ هليّل حمية، الناظر العام في ثانوية طاريا الرسمية يشارك مجلتنا تجربة النجاح التي تحققت من خلال ساعات الدعم المدرسي التي تكفّل اتحاد بلديات غربي بعلبك بدفع قيمتها.
ويقول: هذا المشروع يشمل كل السنة، في العطل العادية وعطل الأعياد وغيرها من العطل، هذا الكم الكبير من الساعات يحل مشاكل الطلاب، إلا أن هذا له تكلفة كبيرة، وإذا لم يكن هناك من يقدم الدعم والمساندة لا يمكن القيام به.
ويتحدث الأستاذ حميّة عن مشروع الصحة المدرسية في وزارة التربية، فيقول إن هناك برنامجاً اسمه الصحة المدرسية، حيث يتم التعاقد مع دكتور يأتي ليوم أو يومين ويجب عليه فحص جميع الطلاب، وهذا الدكتور مثلاً هو طبيب صحة عامة، فمشاكل وأمراض العينين لا علاقة له بها، عندها فالفحص هو شكلي، ثم لأنه دكتور واحد وليس لديه مساعدون، فالفحص هو شكلي أكثر مما هو فحص حقيقي، كما أن هذا الدكتور له أجرته ويحصل عليها من الثانوية، في حين أن التعاون مع اتحاد بلديات غربي بعلبك أمّن للطلاب كشفاً صحياً متكاملاً وفي كل المجالات، ولا سيما الصحة العامة والعيون والأسنان، كما أن هذا الفحص لم يكلّف مالية الثانوية أي أموال.
إنها تجربة ممتازة لما يمكن أن يقدّمه التعاون بين الاتحادات البلدية وبين المؤسسات الأهلية، لا بد أن تعمّم ويستفاد منها، لما فيه خدمة وطننا وناسه وطلابه.
اترك تعليقاً