التنمية المحلية وتفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة والبلديات لخدمة المزارعين

salah-haj-hassan

د. صلاح الحاج حسن (مستشار وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن)

التنمية المحلية وتفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة والبلديات لخدمة المزارعين

إن التنمية المحلية المستدامة هي التنمية المستمرّة وهي التنمية العادلة، أي هي التنمية التي لا تجني الثمار للأجيال الحاليّة على حساب الأجيال القادمة، أي هي التنمية التي تراعي البعد البيئي في جميع مشروعاتها.

إذن هي التزام أخلاقي من الجيل الحالي للجيل القادم، يضمن خلاله الجيل الحالي الاستجابة لحاجاته المتعددة دون أن يعرّض قدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها للخطر،أي أن يترك الجيل الحالي للجيل القادم رصيداً من الموارد مماثلاً للرصيد الذي ورثه أوأفضل منه.

يعتبر (1) توفير الأمن الغذائي من خلال التنمية المستدامة للقطاع الزراعي و (2) حماية التربة ومكافحة التصحر و(3) الحد من استنزاف الموارد الطبيعيّة و(4) مواجهة أشكال التلوث كافة أبرز تحديات التنمية المستدامة المرتبطة بالقطاع الزراعي.

وفي ظل تطبيق استراتيجية وزارة الزراعة للأعوام الخمسة (2010-2014) والمندرجة ضمن محاور ثمانية تتضمن مختلف تدخلات الوزارة بهدف تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وحماية البيئة والحفاظ على التنوع الحيوي، بالإضافة إلى أهمية مشاركة الفئات المستهدفة من المزارعين في تنفيذ هذه المشاريع، فقد برزت أهمية تفعيل التنسيق بين وزارة الزراعة والبلديات والقطاع الأهلي والقطاع الخاص في مختلف المناطق اللبنانية. وكان لتجربة التعاون بين وزارة الزراعة واتحاد بلديات غربي بعلبك أهمية كبيرة بحيث يمكن اعتبارها نموذجاً للتعاون بين القطاع العام والبلديات في مجال التنمية المحلية المستدامة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المشاكل التي تواجه المزارعين في المناطق المختلفة، وخاصة مناطق اتحاد بلديات غربي بعلبك، بسبب الغياب التاريخي عن هذه المنطقة لتدخلات الدولة في هذا القطاع.

في هذا الاطار، تم تنفيذ عدد من البرامج بالتنسيق والتعاون مع البلديات والقطاعات الاهلية في منطقة غربي بعلبك أهمها (1) الإحصاء الزراعي وتحديد المزارعين والمعطيات المرتبطة بالحيازات الزراعية كافة و(2) المشاركة في وضع الأولويات المتعلقة بالقطاع الزراعي في المناطق المستهدفة و(3) دراسة التدخلات الممكنة على المستويات المختلفة و(4) المشاركة في تنفيذ ومتابعة هذه التدخلات التي تعالج مشاكل المزارعين في المنطقة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج دعم الحبوب (دعم بذار وزراعة القمح والشعير)، برنامج دعم الاعلاف، التدخلات الأساسية على مستوى المحاصيل الزراعية (محصول العنب)، توزيع مدخلات برامج المكافحة المتكاملة ومعدات متخصصة على مستوى بعض المحاصيل الأساسية في المنطقة كالعنب والتفاح واللوزيات، توزيع الشتول المؤصلة وإنشاء تعاونية ومركز لتجميع الحليب لمربّي الماشية في منطقة غربي بعلبك، بالإضافة إلى أعمال التحريج والتشجير التي نفذت وما زالت قيد التنفيذ في المنطقة، كذلك إقامة عدد كبير من الدورات التدريبية والندوات الزراعية بحضور ومشاركة فعّالة من قبل المزارعين في المنطقة.

في هذا المجال كان لا بد من تقدير الجهود التي قام بها رئيس الاتحاد ورؤساء بلديات غربي بعلبك لتفعيل هذا التعاون البنّاء في سبيل تخفيف المعاناة عن المزارعين وتحقيق الاستدامة في التنمية المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *